علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن وفدا دبلوماسيا رفيع المستوى، يضم سفراء عدد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية، حل، اليوم الاثنين، بعاصمة الأقاليم الجنوبية في زيارة ستدوم ثلاثة أيام، وتهدف إلى الاطلاع عن كثب على الوضع السوسيو اقتصادي والتأثير الإيجابي لشركة "فوسبوكراع" بالمنطقة. وحسب مصادر الجريدة، فإن الوفد الدبلوماسي يضم سفراء بنغلاديش وغينيا والأردن والصومال وسلطنة عمان وتشاد، بالإضافة إلى دبلوماسيين من جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان والغابون. وأوضحت المصادر ذاتها أن "الزيارة تأتي في إطار دعوة موجهة من شركة "فوسبوكراع" من أجل الوقوف على مستوى المشاريع والمؤهلات التي تزخر بها المدينة، والبنيات التحتية التي تتوفر عليها في مختلف القطاعات الواعدة، على المستوى الرياضي والاقتصادي والاجتماعي، وعلى المجهودات المبذولة لضمان تنمية سوسيو- اقتصادية مستدامة بالأقاليم الجنوبية". وأضافت أن "هذه الزيارة تحمل في طياتها تأكيدا على دعم هذه الدول للوحدة الترابية للمغرب، ولسيادته على أقاليمه الجنوبية"، مشيرة إلى أن "وفد السفراء يضم ممثلين لدول سبق لها أن افتتحت قنصليات بالأقاليم الجنوبية، هي الأردن وغينيا والغابون". كما لفتت إلى أن "دول بنغلاديش وسلطنة عمان وجنوب السودان وتشاد والصومال وأفريقيا الوسطى، التي ما فتئت تجدد دعمها الواضح لوحدة المملكة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، تسير في اتجاه تجسيد هذا الموقف عبر افتتاح قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية". وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تُروج جبهة البوليساريو مزاعم حول عدم استفادة ساكنة الصحراء المغربية من الثروات الطبيعية الموجودة بالمنطقة. كما تعيد تأكيد استثمار عائدات شركة "فوسبوكراع" الموجودة بمدينة العيون، والمملوكة للمكتب الشريف للفوسفاط، في تنمية الأقاليم الجنوبية الثلاثة. ومن المرتقب أن يزور الوفد الدبلوماسي منجم بوكراع ومختبر فم الواد وميناء المرسى الفوسفاطي للوقوف على المنصة الصناعية الضخمة ل"فوسبوكراع" الممتدة على مساحة 36 هكتارا، والخاصة بتحويل الفوسفاط المستخرج من منجم بوكراع، الذي يبعد عن العيون بحوالي 100 كيلومتر، ويتم جلبه من منطقة بوكراع عبر أطول حزام في العالم. وتبلغ قيمة المشاريع المرتبطة ب"فوسبوكراع"، التي كان الملك محمد السادس قد دشنها سنة 2015، زهاء 20 مليار درهم، تستثمر كاملة في الأقاليم الجنوبية، منها برنامج صناعي ضخم بقيمة تقارب 17 مليار درهم، موزعة على استخراج ومعالجة الفوسفاط ومنصة لإنتاج الأسمدة وبناء ميناء جديد للتصدير والاستيراد. وتقوم "فوسبوكراع" بتطوير منجم بوكراع، الذي لا تتجاوز احتياطاته 2 بالمائة من الاحتياطي الوطني، والذي يتوفر على قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى 3 ملايين طن. لكن بُعد هذا المنجم عن مدينة العيون بحوالي 100 كلم، إضافة إلى الصعوبات الجغرافية المرتبطة بخصوصيات المنطقة، يجعلان كلفة الاستخراج به تفوق 2.5 بالمائة مقارنة بباقي مناجم المجموعة على التراب الوطني. ويمتلك المغرب من الاحتياط العالمي من الفوسفاط، الذي يساوي 70 مليار طن، نسبة 70 بالمائة، أي أنه يوفر لوحده 50 مليار طن من الفوسفاط دوليا، تأتي أساسا من منطقة خريبكة (43 بالمائة) ومنطقة الكنتور (37 بالمائة) ومنطقة مسقالة (18 بالمائة)، فيما يمثل احتياطي "فوسبوكراع" في الجهات الجنوبية الثلاث 2 بالمائة فقط.