انطلقت بالمنطقتين الساحليتين أورير وإمسوان، الواقعتين شمال مدينة أكادير، عمليات هدم واسعة لعدد من المباني المشيدة بطرق غير قانونية، سواء بدون ترخيص أو تلك المبنية على الملك العام البحري. وكان سكان هذه المباني المعنية قد تلقوا إشعارات من السلطات بإفراغها لفسح المجال للجرافات من أجل مباشرة إنهاء الاحتلال والسكن غير القانونيين بها. بجماعة أورير، استمرارا لحملة سابقة كانت السلطات المحلية قد شنتها صيف السنة الماضية وأتت خلالها الجرافات على المنازل والمآوي السياحية التي صنفتها السلطات ضمن خانة البنايات العشوائية، فقد تواصلت، منذ أمس، عمليات مماثلة بتراب هذه الجماعة، خاصة بأورير وتمراغت والتي محت خلالها مجموعة من المآوي السياحية والمباني. بشاطئ إمسوان، عجت مواقع التوصل الاجتماعي بصور وأشرطة فيديو لسيارات نفعية وخفيفة محملة بالأثاث والأبواب والنوافذ الخشبية وغيرها مما تم إفراغه من المباني المشيدة بهذا الشاطئ وبجوانبه، تنفيذا لإخبار وجهته السلطات إلى المعنيين من الإسراع بعمليات إخلاء المنازل التي ستدكها الجرافات. وفي السياق نفسه، شوهدت، منذ أول أمس، شاحنات من الحجم الكبير وهي محملة بالجرافات تتجه نحو شاطئ إمسوان، إلى جانب تعزيزات أمنية مكثفة تتكون أساسا من السلطات المحلية وأعوانها والقوات المساعدة وعناصر الدرك الملكي من أجل تأمين تنفيذ الهدم في ظروف عادية. الهدم، الذي استسلمت له الساكنة القاطنة بتلك المباني، انطلق، على الأقل بجهة سوس ماسة، من إقليم اشتوكة آيت باها والتي استهدف ما يقارب 1000 منزل ومغارة على امتداد ال42 كيلومترا المشكلة للشريط الساحلي للإقليم، جرى محوها بشكل نهائي بمناطق سيدي الطوال وتيفنيت والدويرة وسيدي الرباط وسيدي وساي إلى حدود الإقليم مع تيزنيت. وفيما تحفظ مسؤولون بعمالة أكادير إداوتنان عن الإدلاء بأي تصريح لهسبريس في الموضوع، أطلقت عمليات الهدم العنان لتفسيرات غير رسمية حول أسباب ودوافع إقدام السلطات على هذه الخطوة؛ من بينها أن إصدار القرار تجاوز الإدارات المحلية، إلى جانب أن الهدف من ذلك يكمن في فتح المجال أمام استثمارات كبرى على امتداد الشريط الساحلي. وبين هذا وذاك، يبقى هدير الجرافات بهذه المناطق الساحلية يسيطر على صوت أمواج البحر منطلقة في "تخليص" الشريط الساحلي من مظاهر العشوائية والاحتلال والسكن غير القانونيين؛ فيما يسود تخوف من أن انتقائية تستثني مناطق تتوفر فيها نفس أسباب النزول الكامنة وراء هذه العمليات.