كشف المدير العام لمنظمة الإيسيسكو الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري (الصورة) في مقالة نشرت حديثا بجريدة الحياة (تصدر من لندن) أن غالبية قيادات العمليات الإرهابية تنتمي إلى بلدان إسلامية، وهو ما يعمق لدى المراقبين والسياسيين والإعلاميين الدوليين ربط الارهاب بالعالم الإسلامي. وأضاف بأسف أن تكون جل الأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين في المرحلة الراهنة تقع في العالم الإسلامي، وهو ما يستترب عنه استقبال العالم الإسلامي لأكبر حصة من صادرات سلاح الدول المصنعة. "" وأوضح في سياق ذاته أن تدهور الأوضاع في مناطق كثيرة من العالم الإسلامي، يعود إلى سوء الأحول الاقتصادية، واضطراب السلم الأهلي، وتدهور مستويات التربية والتعليم، وتراجع مؤشرات الإنفاق على البحث العلمي، وتفشي الأمية بشكل مخيف في العديد من دول العالم الإسلامي، مستغربا استمرار تراكم هذه الإشكاليات والأزمات دون بذل جهود جادة لإيجاد حلول حاسمة لها. كما استهجن التويجري قصور الحكومات الإسلامية الواضح والملحوظ في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات المعتمدة من أعلى قمم المسؤولية في منظومة العمل الإسلامي المشترك، منها إحدى عشرة استراتيجية خطَّتها المنظمة الإسلامية الإيسيسكو في مختلف المجالات التربوية والعلمية والثقافية، وهو ما أدى بحسبه إلى بطء النمو وانخفاض معدلات التقدم والرقي في هذه الميادين جميعاً. وأمام هذا الوضع أكد عبد العزيز بن عثمان التويجري أن من الحكمة اليوم دق ناقوس الخطر، والكشف عن بؤر الفساد الذي ينخر جسم الأمة الإسلامية؛ لاستدراك "ما فاتنا من فرص ثمينة للنمو الطبيعي، ولتجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي، والخروج به من دائرة الصراع المحموم". واعتبر التويجري أنه إذا كان جزء من الأزمات والتوترات القائمة في العالم الإسلامي ناتجة عن تدخلات خارجية أو لاحتلال المستعمر لمناطق مهمة فيه، -(وضعية الأراضي الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي)-، فإن هذا على حد قوله: لا يبرر استمرار أحوال العرب والمسلمين على ما هي عليه اليوم، لأن الطبيعي هو أن تحفزنا هذه الأوضاع للنهوض والتقدم والرقي في جميع المجالات. وتساءل قائلا: بأنه إذا كان التحليل الموضوعي للأحوال العامة التي تسود مناطق من العالم الإسلامي، تفيد أن تسوية الأزمات الكبرى التي يعانيها العالم الإسلامي لن تتم في المدى المنظور، فهل نظل حيث نحن اليوم، لا نغادر مواقعنا، ولا نتحرك في الاتجاه الصحيح، ولا نعمل في إطار من التعاون والتكامل والتنسيق وتضافر الجهود، من أجل الإصلاح والتحديث والتطوير والتجديد؟. وهل من المناسب السعي نحو إيجاد أزمات جديدة بمواقف مرتجلة وتصريحات غير حكيمة وبسياسات متجاوزة أو بتكتلات تزيد في إضعاف العالم الإسلامي وتوسيع شقة الخلاف بين شعوبه على اختلاف انتماءاتها العرقية والمذهبية؟. وخلص عبد العزيز التويجري في مقالته إلى أن كسر الطوق عن انطلاقة العالم الإسلامي نحو المستقبل، رهين بتشخيص علمي للأدواء التي تضعفه، قصد معالجتها في إطار المصالح العليا التي يجب أن تجتمع حولها إرادة دوله، وبدفعه لتجديد الحاضر وتطوير الواقع.