يبدو أن شبح الخلاف والنزاع الداخلي عاد ليهدد بيت حزب الأصالة والمعاصرة مع اقتراب عقد مؤتمره الوطني الخامس، المرتقب الشهر المقبل، إذ توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية ببيان يتحدث عن "أعضاء منتسبين لحزب الأصالة والمعاصرة عقدوا اجتماعا وطنيا يوم 7 يناير 2024 بمدينة الدارالبيضاء، عرف تمثيلية مختلف جهات المملكة، وذلك لتدارس مستجدات الحزب وما يعيشه في هذه المرحلة الحرجة التي تعرف سخطا من طرف مناضليه على سوء تدبير هذه المرحلة". وأفاد البيان ذاته، الذي خلا من توقيعات أصحابه، بأنه "بعد نقاش مستفيض طرح فيه المتدخلون المشاكل التنظيمية التي يعيشونها في جهاتهم، والإقصاء والتشطيب المتعمد لمناضلي الحزب"، سجل الاجتماع ابتعاد الحزب عن "مشروعه المجتمعي الحداثي وتحوله إلى دكان انتخابي"، وأعلنوا "التبرؤ من القيادة الحالية وطريقة تدبيرها للحزب". وقال المصدر ذاته: "ننبه إلى عدم مشروعية مخرجات المؤتمر الخامس، نظرا لعدم امتثاله لضوابط الحزب في كل ما يتعلق بأعداد هياكله"، مطالبا الدولة ب"محاسبة كل من استغل منصبه السياسي لخرق القانون، والدعوة إلى إعادة قانون الإثراء غير المشروع"، كما دعا إلى "لالتفاف وتوحيد الصف من أجل إنقاذ مشروع الحزب". وقال أصحاب البيان إن من أسموهم "دعاة تكميم الأفواه والإقصاء ومن يفكرون بمنطق الغنيمة"، "لا يرهبوننا، وأساليب التيئيس لن تثنينا، وإذ أننا نعلنها مدوية بكل فخر واعتزاز، إن ولاءنا هو لثوابت هذا الوطن والدفاع عن مشروع هذا الحزب، وذلك وعيا منا بالمسؤولية الملقاة على كاهلنا في هذه اللحظة الاستثنائية من تاريخ حزبنا". وفي تعليقه على الموضوع، اعتبر سمير كودار، قيادي في "البام" رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس للحزب، إن البيان "مجهول المصدر، ولا يمكن للحزب أن يتفاعل معه، لأن أصحابه أو الواقفين وراءه لا يملكون الجرأة حتى لإعلان أسمائهم"، مضيفا: "أشك في عقد هذا الاجتماع من الأساس". وصرح كودار لجريدة هسبريس الإلكترونية بأن "هذا الأمر يدخل في باب التشويش الذي عشنا مثله في المؤتمر الوطني السابق"، مشددا على أن الحزب يتجه بخطى ثابته لعقد مؤتمره الخامس ولن يلتفت لهذه "المشوشات"، متحديا أن يكون من بين الواقفين وراء البيان "مجهول المصدر أي اسم قيادي أو منتخب بارز في صفوف الحزب". يذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة يعيش في الأسابيع الأخيرة على إيقاع تداعيات ملف "إسكوبار الصحراء" الذي يتابع فيه كل من عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، وسعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي لكرة القدم، الوجهين المعروفين في الحزب، الأمر الذي أثار ومازال يثير الكثير من التساؤلات.