تحت تصفيقات قاعة ممتلئة بمناضلي ومناضلات حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة كلميم واد نون، استهل عزيز أخنوش، رئيس الحزب ذاته، كلمته خلال الجلسة العامة خلال المحطة الثامنة التي وصلَها، اليوم السبت تاسع دجنبر، "قطار منتدى المنتخَبِين الأحرار"، المرتقب أن يخلص إلى صياغة كتاب يتعلق ب"مسار التنمية" كما يتصورُه الحزب القائد للائتلاف الحكومي الحالي. أخنوش قال مخاطِبا منتخَبي ومنتخبات جهة كلميم، التي تعد "بوابة" الصحراء المغربية: "نحن في جهة عزيزة على كل المغاربة وعزيزة أيضا على جلالة الملك"، واعدا إياهم ب"مستقبل واعد؛ لأن ما كانَ يُرى ويُعد إكراهاتٍ ستُصبح فرص جد إيجابية في المستقبل من خلال استغلال "إمكانيات الرمال والشمس والمياه والرياح في مشاريع تحلية مياه وإنتاج طاقات متجددة والهيدروجين والعمل على مشاريع سياحية واعدة". وتابع بهذا الخصوص مطالبا ساكنة الجهة ب"الاطمئنان" والاستعانة ب"قليل من الصبر وْ رْبي كلشي كيْصايْبُو"، وفق تعبير رئيس الحكومة الذي قال إنه "يتوقع شخصيا، وحسب ما سمِعَه من ممثلي حزبه جهويا ومحليا، آفاقا جد كبيرة وواعدة لجهة كلميم واد نون". أخنوش استرجع، في كلمته من كلميم، عملا تأسيسيا للأحرار؛ بدءا من "مسار الثقة للاتفاق على مبادئ وأولويات حزبنا"، مرورا ببرنامج 100 يوم 100 مدينة حيث نهتم بالمدن الصغرى والمتوسطة ونبحث لها عن حلول لإشكالياتها"، قبل أن يؤكد: "نحن اليوم في محطة ثالثة كبيرة هي 'مسار التنمية' من خلال الاستماع لمشاكِلِكم وتنظيم الأولويات في 12 جهة.. وبحلول فبراير المقبل، سنرى توجهات وأولويات عمل الجماعات والمنتخَبين وترتيبها وكيف سنباشِرُها، وقد استمعْنا لكم في إطار ورشات ننتهج فيها الإنصات لكم أساسا لعملنا". "جهة كلميم حاضرة في خريطة الاستثمار العالمي" في معرض كلمته، لم يفت "رئيس التجمعيين" أن يشكُر امباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم-واد نون، معتبرا أن عمَلها منذ رئاستها للجهة في ظرفية صراع سياسي صعبة، أثمَر "مشاريع كبيرة تمهيدا لوضع جهة كلميم حاضرة في خريطة الاستثمار العالمي"، وزاد مادحا بوعيدة أمام منتخبي أقاليم الجهة: "تشتغلين بجدية ومعقول وناجحة.. لنا شَرَف أنك المرأة الوحيدة التي ترأس جهة بالمغرب". وقال أخنوش، في نبرة صارمة معلقا على صراعات سابقة عاشتها الجهة المذكورة: "أؤكد دوما أن المواطن لا يمكِنه أداء ثمن بلوكاج الجهة، وصراعات السياسيين يجب أن تظل بينهم". كما عرج رئيس الحكومة على بسْط "استثمارات كبرى للحكومة في جهة كلميم" معددا مشاريع محطتيْن لتحلية مياه البحر؛ ما يتيح ما بين 8 آلاف و10 آلاف هكتار كأراض سقوية"، مضيفا أن "الجهة ستصير فلاحيا مع زيادة القيمة المضافة الفلاحية، ونطمح إلى أن تصير مثل منطقة اشتوكة آيت باها التي تتألق في تصدير البواكر عالميا". وضرب أخنوش المثل بجهود معالجة "مرض الحشرة القرمزية، حيث بحثنا عن حلول لهذه الإشكالية التي ضربت منتوج فاكهة الهندية بالمنطقة"، مسجلا حاليا وجود "5 آلاف هكتار مغروسة بأصناف تقاوَم هذه المرَض، والسنة المقبلة سنصل إلى 9 آلاف هكتار في أفق الوصول إلى 32 ألف هكتار من هذه "الهندية" المطلوبة في السوق الدولية والمغربية". مستشفى جامعي وكلية طب في كلميم بخصوص البنيات التحتية الأساسية بالجهة، قال أخنوش: "وعَدْنا بأن يكون هناك مستشفى جامعي في كلميم، وها نحن نشتغل على إخراجه إلى الوجود في عام 2025′′، كاشفا عن تحول إيجابي في المشروع ب"زيادة عدد الغُرف والأسِرة الطبية ومواكبته منذ هذه السنة بالشروع في تكوين 100 طالب وطالبة طب يدرسون في كلية الطب بكلميم". وتابع: "400 طالب طب خلال سنوات قليلة قادمة سيشكلون وفرة في موارد بشرية صحية نحن في حاجة إليها لمباشَرةِ إشكاليات نواقص المنظومة الصحية بالجهة"، مخاطبا منتخبي الأحرار "أنتُم في صلب معادلة الاستثمار العمومي".
وثمّن أخنوش "منتدى المنتخبين لأنه جد مهم عبر البحث عن حلول وابتكار آليات تمويل جديدة للجماعات الترابية"، مستحضرا التوقيع مؤخرا على هامش "كوب" على اتفاقية بين مجلس الجهة برئاسة بوعيدة مع البنك الأوروبي للتعمير والتنمية BERD". تنزيل الدعم الاجتماعي المباشر لقاء "زعيم الأحرار" مع منتخبي حزبه في "بوابة الصحراء المغربية" لم يغب عنه البُعد الحكومي، من خلال حديثه عن مستجدات العمل على "برامج الدعم الاجتماعي". بهذا الخصوص، قال أخنوش: "لمْ ننتظر نهاية الولاية الحكومية لتنزيل برامج الدعم الاجتماعي المباشر، معتبرا أن "الأغلبية مازالت متماسكة مجتهدة منذ سنتيْن". وأضاف رئيس الحكومة: "نحن بصدد تكريس وتنزيل الدولة الاجتماعية كنْهَبْطُوها للميدان كما أرادها جلالة الملك"، كما "نعمل على رفع الاستثمارات في الصحة". أما قطاع التربية والتعليم فإن "الإصلاحات تُريد نوعا من الشجاعة وتتطلب وقتا"، وفق تعبيره. واستذكر المتحدث "مرور ملايين المغاربة إلى "أمو تضامن" مع متم 2022 انتهيْنا من هذا الورش، وفي آخر هذه السنة سيكون دعم اجتماعي مباشر وتعميمه على فئات مستحقة". واعتبر أخنوش أن "الحكومة، بعد شهر ونصف الشهر فقط من خطاب الملك في افتتاح البرلمان (أكتوبر2023)، نرى جميع النصوص القانونية والتنظيمية لدعم الأسَر والفئات الهشة منشورة في الجريدة الرسمية"، مستحضرا "مشروع دعم السكن؛ وهو أمر مهم بالنسبة للمغربي عبر فئة مساكن بقيمة 30 مليون سنتيم فإن الدولة تدعَمُه بأكثر من الثلث. وبالنسبة للطبقة المتوسطة فالدولة حريصة على دعمها ب700 ألف درهم". وختم رئيس الحكومة بأنها "برامج اجتماعية بتعليمات ملكية لم ننتظَرْ تنزيلها في آخر المطاف وانتظار قرب الاستحقاقات الانتخابية.. وكنا عارفين المغاربة متعطْشِين ليها"، مبشرا بأن "العمل على تحريك رواج الاقتصاد سينعكس إيجابا على المسائل الاجتماعية بإمكانيات أكبر في المستقبل".