في نقلة نوعية، يرى خبراء أنها تستهدف تجنيد الأجيال الشابة في الغرب، أطلق تنظيم القاعدة شريط فيديو جديد يدعو للجهاد على نمط موسيقى الهيب هوب. وظهر في شريط الفيديو، ومدته 18 دقيقه، أحد عناصر القاعدة، يزعم أنه أبو منصور الأمريكي، ويكنى ب"الأمريكي"، يتحدث الإنجليزية بلكنة أمريكية، ويعتقد أنه انتقل إلى الصومال للمساعدة في تدريب وتقديم المشورة للكوادر الصومالية من أمريكا الشمالية وأوروبا. وفي الفيديو، سمع صوتاً يدعو للجهاد على إسلوب "الراب": "قذيفة بقذيفة، وصاروخ بصاروخ، لن نتوقف حتى نرسلهم إلى جهنم." ورد "الأمريكي": بعيداً عن عائلتك وأصدقائك، بعيداً عن الثلج وألواح الحلوى.. كل هذا لأننا في انتظار ملاقاة العدو." ويعتقد خبراء استخبارات أن الفيديو، الصادر عن تنظيم "الشباب" جناح القاعدة في الصومال، أنتج في الأسابيع الأخيرة، وفي إثر التسجيل الصوتي الذي أطلقه زعيم القاعدة، أسامه بن لادن، دعا فيه "الأخوة المسلمون في الصومال المجاهد للإطاحة بالرئيس شيخ شريف شيخ أحمد لتعاونه مع الغرب." وقال بن فينزكي، من "أنتلسنتر"IntelCenter: "ربما نشهد أكثر محاولاتهم حنكة، حتى اللحظة، لبلوغ مستمعين ربما يشكلون كوادر تجنيد محتملة في أمريكا.. وهذه واحدة من أشياء تضع لهذا الفيديو أهمية بالغة." ويذكر أن "أنتلسنتر" هي مجموعة أبحاث، مقرها واشنطن، معنية بمتابعة آخر التطورات المختصة بتنظيم القاعدة وكافة الرسائل الصادرة عن قيادات التنظيم." وأضاف فيزكي: "وضعوه في قالب معين لمخاطبة شباب اليوم.. في معظم الأحيان، ما نراه في أشرطة الفيديو الخاصة بهم، يوازي مباشرة ما تعتزم الجماعة القيام به على الصعيد العملياتي، وماذا يستهدفون، وأين يجندون." وعلى صعيد متصل، قال الشيخ أحمد متان، من الشخصيات المرموقة بين الجالية الصومالية في بريطانيا: "هناك الكثير من الشباب من هنا، وأمريكا وكندا، وكافة أنحاء أوروبا.. غادروا إلى هناك (الصومال)"، للمشاركة في تدريبات في معسكرات إرهابية. ولفت متان إلى سهولة عودة تلك الكوادر مجدداً لتنفيذ هجمات إرهابية، وربما هجمات انتحارية. ومؤخراً، بدأت الحكومتان الأمريكية والبريطانية إدراك الخطر الذي يمثله الصومال كبؤرة إرهاب ساخنة، والتهديدات التي قد تصدرها الدولة الإفريقية إلى ما وراء حدودها. وتشير أدلة إلى نجاح القاعدة في اقتناص وتدريب بعض الكوادر التي نشأت في الغرب، منها طالب جامعي هجر مقاعد الدراسة في لندن، ليظهر في شريط استشهادي بعد عام ونصف، قبيل تفجير نفسه جنوبي الصومال. وأسفر الهجوم عن مصرع 20 شخصاً. وقال مسؤول عسكري أمريكي، رفض كشف هويته، إن نجاح القاعدة في العمل بحرية في الصومال، كان أسوأ كوابيس البنتاغون، ومع استمرار هذا الكابوس، وانتشار صوماليين في أمريكا وأوروبا، أقر بنجاح التنظيم في الإنتشار. ومن جانبه لفت فينزكي إلى تزايد كم التسجيلات المرئية والمسموعة لحركة الشباب، عن العام الفائت. وأردف بالقول:"إذا كان هذا ما يقومون به في العلن.. فلك أن تتخيل كيفية تطور عملياتهم." أبو منصور الأمريكي في يوتوب