نعلم كم من ذنب مر ينخر الأعماق، وكم من حدث مضى ينسف القلب، وكم من هم كان يُحبط تفكير العقل، وكم من ذكرى كانت تدمع العين، وكم من إنسان رحل وترك بصمة وجرح في العمق... "" أيام ذهبت بدون رجعة، أحداث كانت ولم تبقى، أشخاص اختفوا في لحظة، هموم شغلت العقل مرة.
كم هو جميل أن تبتسم بعد كل دمعة، أن تتكلم بعد كل صمت طويل، أن تنتصر بعد الهزيمة وأن تُضاء بعد ظلام دامس وأن تصل بعد شقاء، وتجد حبيب ولو بطول انتظار.
كذب من قال أن ليلتك ستطول بدون نور، وأن الابتسامة ستهجر شفتيك وأن الدمع سيسكن عيناك، من قال أنك ستبقى أسيرا لصمت لن تعرف الكلام يوما.
هل ستهمل الحياة وترسمها سوداء وحزينة من أجل حبيب لم يقدرك وباعك؟ أو من أجل صديق أهملك عند الحاجة؟ أو إنسان عديم الرحمة ظلمك؟ أو من أجل وطن لم يقدر حزنك؟.
هل تعرف مهما اشتد الظلام فشمعة واحدة تستطيع أن تبدده، ومهما طال الليل فدقيقة من الفجر ستنتصر عليه، ومهما اشتدت الحرارة والجفاف بعد دقيقة مطر تروى الأرض وما فيها، ومهما خانك الوطن وأبعدك عنه يوما ما سوف يحتضنك...
نعم علقت فشلك على الحياة على أنها لم تنصفك وأبعدت الخير عنك ونسيت أن في الحياة دربان:درب سهل فيه سعادة ومرح وتستطيع الحصول على كل شيء بسهولة لكن الوقت سيجعلك تكتشف أنه درب مسدود وأنك حصلت على سعادة مؤقتة ووهمية اختفت مع مرور الوقت ليبدأ شقائك وتعاستك.
ودرب صعب فيه مخاطر وصعاب، فيه شقاء، عذاب وبكاء لكن في نهاياته هناك سرور وابتسامة ونجاح.
إن كنت سعيدا اليوم يعني أنك ركبت المخاطر والصعاب من قبل، وإن كنت شقيا اليوم ليس لأن الحياة لم تنصفك ولكن لأنك أخطئت الدرب، تعلّم من الفشل واستعد لركوب المخاطر لتصل الدرب الصحيح فرغم تأخرك لكن يبقى التأخر في الوصول خير من عدم الوصول...
اتهمت الوطن بالخيانة مع أنه لم يؤذيك لا من قريب ولا من بعيد وتمردت عليه وعلى حكامه ونسيت أن الحكام من بني جلدتك تعلموا حكمتك وطريقة حياتك هل تُنكر أنك لا تحترم المواعيد، هل تُنكر أنك تُؤجل أعمال يومك إلى غدك، حُكامك تعلموا حكمتك لهذا يؤجلوا الأعمال إلى مواعيد لاحقة ويؤجلوا التقدم للغد كما تفعل حضرتك تشجع وأعلن أن الوطن صنع الكثير أمثالك وأعلن النضال والهيكلة الطبقية لا يمكن أن تطلب حكومة مثالية لشعب فيه أمثالك بل قف على الخلل وأعلن التقدم من خلال تطوير مبادئك ومبادئ من حولك فأنت من يصنع التغيير مع الغير وليس الأخر.
داخل المدرسة كن معلما مسؤولا وليس حقارا مغتصبا لأجيال الغد.
داخل عيادتك كن طبيبا ماهرا وليس سفاحا قاتلا، داخل مكتبك كن محاميا يبحث عن الحق والقانون وليس الجاه والنقود.
إن كنت تلميذا العلم مهنتك، إن كنت قاضيا العدل صفتك، إن كنت شرطيا أمن الأخر ما يهمك، كنت عاطلا إعلم أن لك رزقك، كنت فقيرا إعمل يُيسر الله أمرك.