طوقت السلطات الأمنية بالدارالبيضاء، عشية اليوم الثلاثاء، الوقفة الحاشدة للمواطنين المغاربة الذين نددوا بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزةبفلسطين على مقربة من مقر قنصلية الولاياتالمتحدةالأمريكية. ووضعت المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية حواجز في مختلف الشوارع والأزقة المؤدية إلى القنصلية الأمريكية بشارع مولاي يوسف بمقاطعة سيدي بليوط. وأغلقت السلطات العمومية مختلف الطرقات ونشرت عناصرها التي منعت الراجلين من المرور صوب القنصلية الأمريكية، الشيء الذي أربك حركة السير في شوارع مولاي يوسف والراشدي والحسن الثاني. وردد المئات من المواطنين الذين كانوا يضعون الكوفيات ويحملون الأعلام الفلسطينية، شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي وبصمت الأنظمة العربية. ورفع المتظاهرون، الذين قدر عددهم بما يفوق 4 آلاف شخص، وفق مصادر مستقلة، شعارات من قبيل "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "يا صهيون يا ملعون .. قدسنا في العيون"، "إدانة شعبية للأنظمة العربية"، "يكفينا يكفينا من الحروب .. أمريكا أمريكا عدوة الشعوب"، "الشهيد خلا (ترك) وصية .. لا تنازل عن القضية". وعرفت الوقفة الحاشدة مشاركة الرجال والنساء إلى جانب الأطفال والشباب، من مختلف المشارب، الذين كانوا يرددون الهتافات والشعارات المنددة بالكيان الصهيوني. وشاركت عدد من الوجوه المعروفة في المشهد السياسي المغربي في هذه الوقفة، على رأسها سيون أسيدون، ونبيلة منيب، وقيادات حزب النهج الديمقراطي العمالي، وقيادات من جماعة العدل والإحسان، وفعاليات حقوقية من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وأكدت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في كلمة لها خلال الوقفة التضامنية والاحتجاجية، أن "الأسطوانة التي يتم تكريرها، والتي تقول بحق الصهاينة في الدفاع أنفسهم، هي أسطوانة مشروحة لا يقبلها عاقل، وأصحاب الحق هم الفلسطينيون". وأوضحت الجبهة أن الإنجاز الذي قامت به المقاومة الفلسطينية "يبين أن الحرب التحريرية تخطو خطوات نحو تحرير الأرض"، مضيفة أن "الانتصار التاريخي يطرح على الشعوب العربية أن تلتف حول الشعب الفلسطيني من أجل تحرره وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس". وسجل متحدثون باسم الجبهة أن هذا الإنجاز "هو رسالة إلى الدول المطبعة لفسخ الاتفاقات، ومنها النظام المغربي الذي عليه أن يضع حدا للتطبيع مع الكيان الصهيوني وفسخه". وجددت الجبهة، وسط ترديد المئات شعارات مناهضة التطبيع، قولها: "هذه فرصة الدولة المغربية لفسخ عار التطبيع وإسقاط اتفاقيات التطبيع مع الصهاينة". واختتمت الوقفة بحرق العلم الإسرائيلي.