حذّرت الأممالمتحدة، اليوم الأحد، من خطر إغلاق مستشفيات قطاع غزة خلال ال48 ساعة المقبلة في ظل تواصل هجمات إسرائيل لليوم التاسع على التوالي. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في بيان، إن جميع المستشفيات في غزة لديها ما يقرب من 48 ساعة من الوقود لتشغيل المولدات الاحتياطية. ونبه البيان إلى أن من شأن إغلاق المولدات في المستشفيات العامة في قطاع غزة أن يعرض حياة آلاف المرضى لخطر داهم. ولليوم الخامس على التوالي، انقطعت الكهرباء عن غزة؛ وهو ما دفع الخدمات الحيوية، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي، إلى حافة الانهيار وتفاقم انعدام الأمن الغذائي. ووصفت منظمة الصحة العالمية الأثر الإنساني لأمر الإخلاء الأخير بأنه "حكم بالإعدام" للكثيرين، مؤكدة أنه "من المستحيل إجلاء مرضى المستشفيات الضعفاء من شمال غزة". وتلقت 23 من المستشفيات في المنطقة الشمالية من غزة أوامر إخلاء؛ وهو ما أثر على حوالي 2000 مريض، ولا تزال معرضة لخطر قصف القوات الإسرائيلية. وتواجه المستشفيات تحديا خطيرا يتمثل في إجلاء المرضى غير القادرين على البقاء على قيد الحياة دون دعم حيوي أو المعوقين. ولحقت أضرار بثلاثة من هذه المستشفيات (بيت حانون، ومستشفى حمد للتأهيل، والدرة)، وكان لا بد من إجلاء المرضى. وتعاني المستشفيات في قطاع غزة من نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية، ولا يمكنها إعادة تخزين الإمدادات من السوق المحلية، ولم يتسن تسليم الوقود الذي قامت منظمة الصحة العالمية بتأمينه من خلال الأممالمتحدة في 13 أكتوبر الجاري، حسب البيان. يأتي ذلك فيما تتواصل عمليات النزوح الجماعي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، بعد أن أمرت إسرائيل السكان بإخلاء المناطق استعدادا للعمليات العسكرية. وقبل صدور الأمر، كان أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا داخليا بسبب هجمات إسرائيل. وحسب البيان، يعاني سكان غزة من محدودية شديدة في إمكانية الحصول على مياه الشرب النظيفة. وكملاذ أخير، يستهلك الناس المياه قليلة الملوحة من الآبار الزراعية؛ وهو ما يثير مخاوف جدية بشأن انتشار الأمراض المنقولة بالمياه. وتعرضت مرافق المياه والصرف الصحي لأضرار بالغة. ومنذ بدء هجمات إسرائيل في السابع من الشهر الجاري، تضرر ما لا يقل عن ستة آبار مياه وثلاث محطات لضخ المياه وخزان مياه ومحطة تحلية واحدة تخدم أكثر من مليون شخص. واستهدفت غارات إسرائيل ودمرت العديد من المباني السكنية في المناطق المكتظة بالسكان، خلال ال24 ساعة الماضية. وأعربت منظمات حقوق الإنسان في غزة عن قلقها إزاء الحوادث التي يبدو فيها أن المدنيين والأعيان المدنية قد تم استهدافها مباشرة بالغارات الجوية الإسرائيلية. ولا يزال العديد من الضحايا محاصرين تحت الأنقاض، حيث لا يتمكن الدفاع المدني الفلسطيني والفرق الطبية من الوصول إلى المناطق بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة ونقص المعدات والأضرار الجسيمة التي لحقت بالشوارع. وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي المصغر صادق، في السابع من الشهر الجاري، على حالة الحرب على قطاع غزة، والذي يسمح للجيش بالقيام بعمليات عسكرية واسعة، ردا على إطلاق حركة حماس هجوم مسلح على إسرائيل أسمته ب "طوفان الأقصى"، وترتب عنه قتل نحو 1300 إسرائيلي وأسر العشرات. ومنذ ذلك الوقت، نفذ الجيش الإسرائيلي، على مدار الساعة، آلاف الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياء سكنية ومبان متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.