هو فنَّان غنَائيّ زاوج في مساره الموسيقيّ ما بين أنغَام الرَّاي وحركيَّة الشعْبِي.. وقد وسّع إشعاع شهرتِه بأغنية عشق فيها المغاربة الحُمق و"لْهْبَالْ".. إنّه "مُوسْ مَاهر" الذي استقبل هسبريس بالديار الفرنسية، وتحديدا بالعاصمة بَاريس، من أجل هذا الحوار الذي أعرب فيه عن رفضه لتمتّع ميسوري الفن والرياضة بال "كْرِيمَات".. من هوَ "مُوسْ مَاهِر"؟ "موس ماهر" إنسان بدأ في سن مبكر عمله الفني، لم يتخطّ ال12، وذلك بمدينة أحفير التي تقع على الحدود المغربية الجزائرية، حيث شرعت في البروز عبر المخيمات الصيفية بالسعيديّة، ثم جمعية "بساط الريح" في أعمال مسرحية، وهي التي يترأسها رشيد الرقيعي الذي أحيّيه من هذا المنبر.. وأوّل ظهور غنائي لي كان سنة 1986 بقاعة "لاَفوَار" في مدينة وجدة، وهي التي لم تعد كائنة حاليا، كما مررت ببرنامج "سباق المدن" ضمن ممثلي مدينة بركان.. كما جرّبت مهنا عدّة في حياتي كانت من بينها الحلاقة، التي أتوفر على دبلوم فيها ومارستها لثلاث سنوات قبل الاستقرار بفرنسا. ما بين سنتي 1998 و1999 بصمت على أوّل ألبوم غنائيّ لي من باريس، وهو منتوج لم يلاقي نجاحا كبيرا لأنّ شركة الإنتاج سوقته باسم فني غير ذلك الذي داومت على حمله، إذ كان موقّعا باسم "مَاهر".. بعدها تم تصحيح الوضع ضمن الألبوم الغنائي الثاني الحامل للقبي "مُوس مَاهر"، حيث ساندني فيه الجمهور وقمت بعده بأوّل مرور في قاعات ال "زِينِيثْ" بحفل ساهر كان تحت شعار: "وهرانووجدةبباريس".. وتلى ذلك كلّه عدد من الألبومات الغنائية المسجلة بالاستوديو أو الموثقة لسهرات حيّة، خاصّة الجولات التي قمت بها بأوروبا كما بالديار الأمريكيّة.. مُوس مَاهر اشتغل أيضا مديرا فنيا في إعداد عدد من الحفلات الموسيقيّة. تعدّ أغنية "لحمَاق حمَاقِي ولهبَال هبَالِي" عملا فتح لي باب الشهرة الواسعة داخل المغرب وخارجه، وقد خلّفت صدَى كبيرا حتّى أنّها لا زَالت مطلوبة في أوساط الجماهير التي لم ترغب في جعلها تتقادم ضمن الريبيرتوار الغنائيّ.. وحين التحضير للألبوم الذي وضعت به هذه الأغنية، أوّل مرّة، كَان معدّ أعمالي الفنية رافضا لوضعها في صدارة المجموعة الغنائيّة. كيف جَاءت تسميتك الفنيّة؟ اسمي الحقيقي هو مصطفى المهراوِي، وحين كنت مستقرا بالمغرب كانت لديّ مجموعة اسمها "دَالاَسْ ميُوزِيكْ"، وقد دأبت أن أحمل عددا من أسماء الشهرة، وبحكم اشتغالي بعدد من المواعيد والحفلات بكل من أحفير وجدةبركان النّاظور السعيديّة كان الجميع لا ينادِيني إلاّ نسبا لوالدِي، قائلين إنّهم يريدُون "ولد المهرَاوِي".. بعدها جَاءت "مَوس مَاهر" تصغيرا لاسمي "مصطفى المهرَاوِي". ما هو عدد أغانيك حتّى الآن؟ أنا الآن أتوفّر على 14 ألبوماً، بكل واحد ما بين 10 أغان و13 أغنيّة، وألبومِي الأخير الموجود في متناول الجميع هو "دُيُو" أنَا وزينة الدّاوديّة بعنوان "نمُوتْ عْلِيكْ".. كما أشتغل على عمل فني بمعيّة مغنّ برازيليّ كُوبيّ ومغنيّة أخرى برتغاليَة، ويتعلق الأمر بألبوم هو في مرحلة الإعداد التقني حتى يرى النور في القريب العاجل.. وقريبا أنخرط ضمن جولة تقودني صوب بلجيكا وهولندا والمغرب والإمارات العربية المتّحدة، إضافة لجولة بأمريكا مع الداودية. كيف تقيّم علاقتك بالتلفزات والإذاعات المغربيّة؟ هي علاقة جيّدة عموما، فعلى مستوى الإذاعات أنا أتّصل بهم كلّما توفّرت على عمل جديد، أمّا التلفزيون فأنَا أمرّ "مْلِّي كَاتجِي نُوبْتِي".. هناك بعض السهرات التلفزية البعيدة عن فنّي الرّاي والشعبي الغنَائيَّين، لذلك لن تجدُونِي في سهرة لفنّ العيطَة مثلاَ.. ومَاذا عن المهرجَانات؟ أشكر هنا المهرجانات الكبرى التي سبق وأن استدعتني، مثل موازين وصفرو وجوهرة ومولاي عبد الله وآسفي وأحفير، وغيرهم كثير.. لكن ما يثير استغرابي هو عدم استدعائي من لدن منظمي المهرجانات القريبة من أحفير والتي أعتبر نفسي أنتمي إليها، فقد سبق لي أن تواجدت مرة واحدة بمهرجان الراي لوجدة، لكن المهرجانات التي تقام بالناظور وتاوريرت وجرادة لا اتصالات للواقفين عليها بي ولو كابن للمنطقة.. وهذا أمر أرغب في أن يصحّح مستقبلا لأنه يشعرني بسوء. هل لديك مرور فنيّ وسم ذاكرتك بطريقة لن تتمكّن من نسيانه؟ كان ذلك حين غنائي بسهرة لمهرجان حب الملوك بمدينة صفرو، لقد كانت أوّل مرّة يتدافع الجمهور لالتقاط صور معي، وكان ذلك بعد نجاح أغنيتي "لحمَاق حمَاقِي" فوجدت من يهتف باسمِي كي أبادله التحيّة.. ذكرى أخرى لن أنساها كانت بمهرجان أحفير الذي سبق وأن شاركت به، إذ صعدت للمنصّة من أجل الغناء وخلفي خيمة بها عدد من كبار السنّ بينهم عجائز أخذن يسألننِي: أمْصطَفى وْلْدِي مَالْهَا امّك مَا جَاتْشْ؟. أتؤمن بالمثل القائل "خُوكْ فالحْرْفَة عدُوكْ"؟ أجل، هناك من مددت إليهم يد المساعدَة، هناك فنانون ساعدتهم ووقفت بجانبهم، بل هناك واحد منهم كنت أغطّيه بعد أن ينام قبل أن ألتحق بأسرتي في المنزل، وقد غَدَوْ بعدها يبادلونِي العدَاء لا لشيء إلاّ لنيل حفلات أنا أصلا في غنَى عنها. هل تَرى بأن الشباب المغربي بفرنسا قد اندمج ضمن بيئة المهجر؟ من ولد منهم بفرنسا وكبر بها فهو مندمج ضمن المجتمع.. كما أن هناك فئة، وهي قليلة، أتت إلى بلد المهجر من المغرب، وتتوفر على ذهن متفتّح، تمكّنت من الاندماج بسلاسة وسط هذا الفضاء الجديد الذي استقرّت به.. بينما هناك شريحة عريضة، منها من مكث بفرنسا ل10سنين أو يزيد، وفشلت في هذا المسعى.. أنَا أستقرّ هنا مدّة 20 عاما حتى الحين، وتأتي علي لحظات أجدني فيها مغربيّا لا علاقة لي بالمجتمع الفرنسيّ.. سبق أن تحدّثت عن اشتغالك مديرا فنيا لتظاهرات غنائيَة تستقطب فنانين.. هل لذلك علاقة باتهامك ب "السمسرَة"؟ لستم أوّل من يطرح عليّ هذا السؤال، هناك من سبقوكم خلال العام 2013.. ومن يتهمونني بالسمسرة هم أميون لا يفرقون بين المهن الفنية وغيرها، وطيلة مساري الفني لم أقم بدور "المنَادجِير" بحكم أن زوجتي هي التي تقوم بذلك بكفاءة وتموقع مهني موثّق ومصرّح به.. ومن شرعوا في اتهامي بالسمسرة هم فنانون كانوا يصرون على القدُوم نحو فرنسا للغناء ويقُولون لي "طْلْعْنَا غِيرْ فالطيَّارَة"، وبعدما ساعدتهم في تكوين أسمائهم الفنية واشتهارها أخذوا ينظرون إلى الأمور من منطلقات أخرى هي وهميَّة صرفة.. تمنيت فعلا لو كانت لي صلة بأعمال السمسرة، حينها لم أكن سأقتسم أموالي مع أناس آخرين في ذات الميدان، فكمّ من منظمي سهرات حدّثتهم على مغنّين دون أن يرغبوا في استقدامهم، وحتّى يتمّ ذلك أخصص لهم مقابلا من مستحقاتي لعدم رغبة التنظيم في الدفع لأناس غير مقنعين. هل من نصيحة للشبان الراغبين في التألق ضمن المجال الغنائيّ؟ عليهم أن يعرفوا بأنّ مسيرة الفن، في عمومه، ليست مرادفا للسهولة، وذلك بالرغم من وجود حالات قليلة صعدت بسرعة وخلقت لنفسها موقعا ضمن الساحة الفنية.. فوصفة النجاح تتشكّل مقاديرها من التروِّي والتفاؤل والعمل الإبداعيّ.. زيادة على عدم الاكتراث بمحاولات العرقلة وإن تكرّرت. ما رأيك في الفنانين والرياضيّين الميسورين الذين يتوفرون على "كريمَات"؟ أنا شخصيا لو جاءتني "كريمَة" سأرفضها، لأنّي فنّان "مْمْسّْكْ عْلِيَا الله" ولديّ مدخول جيّد يغنيني عن هذه الاستفادة التي تليق بالحاجَة.. وإن كان الفنان أو الرياضيّ، أو غيرهما، ممن ضاق به الحال المادِّي فينبغي أن ينال هذا الامتياز حفظا للكرامة.. وْلِّي مْسْهْلْ عْلِيه اللّه، الله يْجْعْل شِي بَرَكَة..