عُرض في مدينة الرباط وللمرة الأولى فيلم قصير أنتجته جمعية مغربية "ما تقيش ولادي"، بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات الجنسية بحق الأطفال، وهو موضوع كانت إثارته تعدّ من المحرمات في المغرب ودول المنطقة عموما، وخصص العرض الأول للصحافيين ووسائل الإعلام فقط، إلا أنه جذب انتباه كثيرا من الأمهات والأطفال لحضوره. وقالت نجيبة أديب رئيسة الجمعية إنه في غياب ترسانة قانونية مختصة بالاستغلال الجنسي للأطفال، وفي غياب عقوبات قاسية في حق "مجرمي البراءة لن يتوقف ذلك، وأن الجمعية وتتلقى شكاوى يومية في هذا الموضوع. يشار إلى أن المركز المغربي لحقوق الإنسان رصد سنة 2006 أكثر من 40 حالة اعتداء جنسي على الأطفال، منها حالات تتعلق بالسياحة الجنسية للأطفال بالمدن السياحية مثل أكادير، ومراكش، والصويرة. بالإضافة إلى ظاهرة شبكات تتكون من مغاربة وأجانب يقومون باستغلال الأطفال وبتصوير أفلام بورنوغرافية للاتجار بها خارج المغرب. وإلى جانب جمعية "ما تقيش ولادي"، تساهم جمعية " ما تقيش ولدي" التي تأسست في يوليوز 2004 ،والتي ترأسها نجاة أنور في محاربة الاستغلال الجنسي للأطفال. وقامت الحكومة بمجموعة من الإجراءات والتدابير بهدف النهوض بحقوق الطفل، إلا أن هذه الإجراءات ظلت محدودة، في ظل غياب سياسة إعلامية تهدف إلى توعية الأسر والأطفال بخطورة الظاهرة وبضرورة الإفصاح عنها قبل تفشيها، زيادة إلى النقص الحاصل في التشريع الجنائي المغربي. ويُعدّ المغرب والبرازيل من البلدان الأكثر عرضة لما يسمى بالسياحة الجنسية، حيث أصبح منذ سنوات قليلة مقصداً لعدد من السياح الذين يبحثون عن إشباع نزواتهم. ولم تظهر ظاهرة الاعتداء الجنسي في المغرب بشكل علني إلا في عام 1998 عندما أشارت إليها مصلحة خاصة بحالات الاعتداء الجسدي والجنسي على لأطفال داخل مستشفى ابن رشد، أكبر مستشفيات الدارالبيضاء. شاهد تقريرا عن الفيلم من قناة "الحرة"