لَم يُرِد الاحتلال الإسرائيلي يوما.. سلاما! أراد من الفلسطيني خضوعا.. ركوعا، ذُلًّا، انحناءً.. أراده خادما بالأجرة.. في حقله! بَنَّاءً لِجدارٍ سيُنْفى وأطفاله.. خلفه! أراده أجيرا في مستوطناتٍ أقيمت على.. أرضه! لاجئا في.. وطنه! أراده كلَّ ما هو "دون".. إلَّا أن يكون.. فلسطينيا! فلسطين مزدحمة بالدّم، بالحزن، وبالتّواطؤ.. هي الوطن الّذي يُقيمُ في أرضه.. دون بطاقة هويّة! كم من التّقتيل في صفوف الفلسطينيين عِشنا.. أينما ولَّيْتَ وجهك.. فثمَّة مذبحة.. مجزرة دير ياسين.. كفر قاسم.. صبرا وشاتيلا.. مخيم جنين.. الحرم الإبراهيمي.. خان يونس.. أن تصرخ في فلسطين أن الأرض أرضك.. فتلك جريمة. لا أوراق ثُبوتية معك إلا أوراق.. الذاكرة! أن تقاوم محتلّك ومُهجّرك.. فذاك إرهاب! وحين تراهم يحرثون أرضك ينزل المحراث في كبدك. وحين تصرخ من الغيظ والألم، يتّهمونك بمعاداة السّامية" يقول محمود درويش. طوفان الأقصى، ردٌّ من شعب مُحاصر يُراد له الوأد، على طريقة الجاهلية! شعب مغتصب، لا يُحصي العالم موتى أطفاله وشيوخه.. ويُقيم الجنائز حين يموت للغاصب طفل فيُقتل لقاء الطِّفل.. ألف.! حقوق إنسان! وميزان الإنسانية عنصري.. يفرّق بين عربي وعجمي.. وبين أبيض.. وأبيض.. وبين فلسطيني.. وإسرائيلي! ميزان الإنسانية.. لا ضمير له! يلهو بالتاريخ وبالذّاكرة.. يلهو بالمسمّيات.. لننسى.. فتصير هزيمة العرب.. نكسة! ويصير الكيان الإسرائيلي.. دولة! وتصير المقاومة.. إرهابا! ويصير التّطهير العرقي لشعبٍ أعزل.. دفاعا عن النّفس! وتصير فلسطين أرضا موعودة.. لمحتلِّها! يَبحثُ تاريخها الممتدّ إلى كنعان عن.. اعتراف!