تظاهر العشرات من أساتذة التنسيقية الإقليمية لأساتذة الثانوي التأهيلي ببني ملال، اليوم الأربعاء، أمام مقرّ المديرية الإقليمية لوزارة التربية، تعبيرا عن رفضهم القاطع للنظام الأساسي الجديد، ومطالبة بمراجعة السياسات التعليمية وتلبية مطالبهم. وعبّر هؤلاء الأساتذة، أثناء هذه الوقفة التي تخص الأطر الثانوية التأهيلية، من خلال شعارات متعددة من قبيل: ''بن موسى سير بحالك الوزارة ماشي ديالك''، "المخزن يا جبان الأستاذ لا يهان"، "غير قْمع وزيد قمع مبقيتيش كتخلع"، "الاحتجاج حق مشروع والمخزن مالك مخلوع"، عن رفضهم القاطع للنظام الأساسي الجديد، واصفين إياه ب"النظام المشؤوم"، و"الأسوأ". ووجّهت الأطر التأهيلية انتقادات لاذعة لوزارة التربية ولكافة الجهات المسؤولة على القطاع، كما نددت بشدة خلال هذه الوقفة التي أحدث شللا بالمؤسسات التعليمية بإقليم بني ملال، بالعنف والاعتقال الذي تعرض له الأساتذة والأستاذات خلال وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالرباط. وتأتي وقفة الأربعاء، وفق ما أوردته مصادر من التنسيقية المذكورة، رفضا لما جاء به النظام الأساسي الجديد، "الذي زاد من أعباء مهام نساء ورجال التعليم، في ظل غياب كلي لما يسمى عند الوزارة بنظام التحفيزات، فضلا عن إقصاء إطار الأستاذ والأستاذة من التعويضات المادية والزيادة في الأجور وفق ما يعرفه المغرب من ارتفاع مهول في الأسعار". وفي ظل هذه الوضعية المتأزمة لهذه الشريحة التعليمية، تتابع المصادر ذاتها، فإن "الأساتذة على أتم الاستعداد لمواجهة كافة المخططات التخريبية في قطاع التعليم مهما كلفهم الأمر، لأن الأستاذ الذي لم يعد يستطيع تسديد موارد العيش الكريم، لم يبق لديه ما سيخسره"، بتعبير التنسيقية ذاتها. وتبعا للمصدر نفسه، يطالب المحتجون ب"تفعيل الدرجة الجديدة للترقي، تنفيذا لاتفاق 26 أبريل 2011، وإيلاء الاهتمام إلى الأستاذ الذي يُدخل الإصلاح إلى القسم إلا أنه مع ذلك لم تعره الوزارة المعنية أي اهتمام، سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو المادي". ويشمل الملف المطلبي للتنسيقية أيضا، "تقليص عدد ساعات العمل الأسبوعية بحصرها في 18 ساعة بدل 21 ساعة، ومراجعة تعويضات تصحيح الامتحانات الإشهادية، وإقرار ترقية استثنائية لجميع الأساتذة المرتبين في الدرجة الثانية والمستوفين للشروط النظامية المتمثلة في ست سنوات من الأقدمية"، فضلا عن عدد من المطالب الأخرى. يشار إلى أن المجلس الوطني للتنسيقية كان دعا إلى تجسيد وقفات احتجاجية صباحا ومساء بالمؤسسات التعليمية بالإقليم خلال الحصتين الثانية والثالثة طيلة أيام هذا الأسبوع، وشدد في بلاغ توصلت به هسبريس على ضرورة الانخراط في الإضراب الوطني ليوم الأربعاء 11 أكتوبر الجاري. كما أهاب المجلس ذاته بأساتذة الثانوي التأهيلي "الانسحاب من المجالس التعليمية والتربوية والتدبيرية ومن أندية الحياة المدرسية والجمعية الرياضية مع مقاطعة التكوينات واللقاءات التربوية، وعدم ترقين نقط المراقبة المستمرة بمنظومة مسار باعتبارها مهاما لا تدخل ضمن مهام الأساتذة، وعدم المشاركة في تقديم اقتراحات الامتحانات الإشهادية". وأكد المجلس، في البيان ذاته، استعداده للتنسيق الميداني مع كل التنسيقيات المهيكلة والفاعلة على أرضية مطلبية واضحة، مع الحرص على ضمان الاستقلالية الضرورية، محملا الوزارة الوصية مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع داخل القطاع.