بدء العد التنازلي للانتخابات الجماعية "" يسير المغرب في تجاه البحث عن قيادات شابة يمكنها أن تكون فاعلا في المشهد السياسي، بعد أن ظلت الساحة حكرا، منذ سنوات طويلة، على "الشيوخ" الذين ما زالوا يتحكمون في مختلف المكونات الفاعلة في اللعبة السياسية بالمملكة . ولتحقيق هذه الغاية، عمد المعهد الوطني للشباب والديمقراطية إلى تنظيم دورات تكوينية للشباب الراغبين في الترشح للانتخابات الجماعية المزمع إجراؤها، في 12 يونيو المقبل . ومن المنتظر أن تنظم الدورة الثانية من هذا البرنامج، الذي يمتد حتى 15 ماي المقبل، بالمعهد الوطني للشباب والديمقراطية . ويتضمن برنامج هذه الدورة محاور على شكل عروض وأعمال تطبيقية تهم على الخصوص تمويل الأحزاب السياسية والتواصل السياسي، والتواصل الداخلي والخارجي للأحزاب السياسية، إضافة إلى رهانات التواصل السياسي للأحزاب السياسية خلال فترة الانتخابات. ويستفيد من هذه الدورات، التي تنظم بشراكة مع مؤسسة فريديريش إيبرت تحت شعار "دعما لمشاركة الشباب في الانتخابات الجماعية"، أربعون شابا وشابة ستتم مواكبتهم أثناء الحملة الانتخابية من طرف لجنة مختصة مكونة من خبراء المعهد والهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية قصد التتبع والتوجيه والإرشاد . ويأتي هذا في وقت عادت ظاهرة ميلاد أحزاب جديدة لتأثث المشهد السياسي في المغرب، على بعد أقل من شهرين من الانتخابات الجماعية. وفيما كان يراهن البعض على انصهار الأحزاب الصغرى لتشكيل مكون سياسي قوي ومأثر، ارتأى قياديون سياسيون العودة من نقطة البداية، وتشكيل حزب جديد، بعد الفشل في التوافق . وهذا ما حدث بالنسبة لأحمد العلمي، الذي انتخب رئيسا لحزب البيئة والتنمية المستدامة، بعد أن انسحب من "الأصالة والمعاصرة"، الذي يقود أمانته العامة الشيخ بيد الله. ويضم المكتب السياسي للحزب الجديد 25 عضوا، من بينهم سبع نساء . ولم يكن العلمي وحده من اتخذ هذه الخطوة، إذ انتخب، اخيرا، البروفيسور الجراح، نحيب الوزاني، أمينا عاما لحزب"العهد الديمقراطي"، خلال المؤتمر التأسيسي للحزب، بعد تراجعه رفقه قياديين آخرين عن الاندماج في "الأصالة والمعاصرة" . في هذه الأثناء تواصل مختلف المكونات السياسية عقد لقاءات تواصلية مع الناخبين في جميع المحافظات، لشرح برامجها، إلى جانب الاطلاع على المشاكل التي تعاني منها كطل منطقة. وتتألف الهيئة الناخبة الوطنية المحصورة بصفة نهائية، في 31 مارس الماضي، على إثر انتهاء عملية ضبط اللوائح الانتخابية بعد معالجتها بواسطة الحاسوب، من 13 مليونا و360 ألفا و219 ناخبا، منهم حوالي 54 بالمائة من الرجال، و46 بالمائة من النساء . وتقارب نسبة المسجلين المنتمين إلى الوسط القروي 46 بالمائة، مقابل 54 بالمائة في الوسط الحضري . وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أنه في ما يتعلق بشرائح الأعمار الخاصة بالهيئة الناخبة، تقارب فئة الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة، نسبة 60 بالمائة، علما بأن فئة المسجلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 سنة تشكل نسبة 32 بالمائة. ومن المنتظر أن يجري في المرحلة المقبلة استخراج بطائق جديدة للناخبين من الحاسوب المركزي، وسيتم توزيع هذه البطائق على مختلف العمالات والجماعات وعمالات المقاطعات، قصد وضعها رهن إشارة الناخبين لدى المكاتب التي ستخصصها السلطات الإدارية المحلية لهذا الغرض، ابتداء من فاتح ماي المقبل. إيلاف