تتجه زيارة بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى المملكة المغربية والمملكة السعودية إلى التأجيل، وهو الحال لدى قمة "النقب 2′′ على خلفية اندلاع الحرب العسكرية بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل. وقالت وكالة " أستوشيد بريس" نقلا عن 3 مسؤولين أمريكيين، اليوم الثلاثاء، إن "بلينكن كان يخطط لجولة في الشرق الأوسط، تشمل كلا من إسرائيل والمملكة السعودية، ثم المغرب، قبل أن يتم تعليق هاته الخطط بعد اندلاع حرب أكتوبر". وأوردت الوكالة الأمريكية أن "احتمالية زيارة إسرائيل ودول مجاورة للبحث عن سبل تخفيف الصراع ما تزال قائمة، لكن الذهاب إلى السعودية توقف في الوقت الحالي، كما يحتمل أن يوقف المغرب كذلك ترتيبات انعقاد قمة النقب 2". وسبق أن كشفت تقارير متطابقة أن "جولة بلينكن إلى السعودية وإسرائيل ثم المغرب، كانت بهدف الدفع باتفاقات أبراهام، وأيضا بحث موعد نهائي لقمة النقب 2 التي كان من المقرر انعقادها في المملكة المغربية، لكن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كان يجعلها دائما في خانة التأجيل". شريفة لموير، محللة سياسية، ترى أن "ربط الأحداث التي تشهدها فلسطين باتفاقات أبراهم غير منطقي، لأن الأطراف التي وقعت هاته الاتفاقيات لم تبرم بنودا تهدف لوقف الفلسطينيين عن مقاومتهم ضد إسرائيل". وأضافت لموير، في تصريح لهسبريس، أنه "بناء على الأحداث الأخيرة، من المحتمل أن يتم تأجيل هاته القمة، خاصة وأنها ذات أهمية كبيرة، بالإضافة إلى أن تأثرها في السابق بسياق التأجيل لا يعني بتاتا إمكانية إلغائها، بل سيتم بحث موعد جديد بعيد عن التوتر الحاصل". وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن "موقف المغرب من القضية الفلسطينية كان دائما واضحا وصريحا، حتى بعد استئناف علاقاته مع إسرائيل". ولفتت إلى أن "ربط ما يحدث من تأجيل مستمر لقمة النقب وإمكانية تأثيره على علاقات المغرب وإسرائيل، ليس سليما، باعتبار أن تل أبيب لن تحاول العبث بعلاقاتها مع المغرب بأي شكل كان، وذلك رغم يقينها من موقف المملكة الثابت". من جانبه، اعتبر محمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، أن "هاته الحرب لها تداعيات على المستوى الإقليمي والدولي، وهو الحال بالنسبة لزيارة بلينكن وقمة النقب بالمغرب". وصرح عطيف لهسبريس بأن "هاته التداعيات قد تسرع في المقابل جهود البحث عن حل نهائي لهذا النزاع"، مشيرا إلى أن "موقف المملكة كان واضحا في سياق وقف التصعيد بين الجانبين". واستطرد الباحث في العلاقات الدولية والعلوم السياسية بأن "حرب أكتوبر ستكون لها بكل تأكيد تداعيات ليس فقط على موعد قمة النقب وزيارة بلينكن وجهود أمريكا للدفع باتفاقات أبراهام، بل أيضا على طبيعة العلاقات بين تل أبيب والرباط". ولفت المتحدث ذاته إلى أن "هذا التأثير على العلاقات راجع إلى الموقف المغربي الواضح من القضية الفلسطينية، باعتبار العاهل المغربي رئيسا للجنة القدس".