يواصل الجيش الإسرائيلي، الاثنين، الاشتباك مع عناصر حركة حماس في محيط قطاع غزة حيث حشدت إسرائيل تعزيزات، في اليوم الثالث للعملية العسكرية المباغتة التي شنّتها الحركة وخلّفت أكثر من 1100 قتيل لدى الجانبين ودفعت أكثر من 120 ألفا للنزوح في القطاع المحاصر. وشبّه مسؤولون أميركيون وإسرائيليون العملية غير المسبوقة لحماس داخل إسرائيل والحرب الجارية باعتداءات 11 شتنبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيخت، لصحافيين: "ما زلنا نقاتل. ثمة ما بين سبعة إلى ثمانية مواقع في محيط غزة". وأضاف: "اعتقدنا أننا سنتمكن من السيطرة بشكل كامل أمس. آمل أن نتمكن من ذلك بنهاية اليوم". وأعلن الجيش قصف "أكثر من 500 هدف" لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة خلال ليل الأحد الإثنين. وتسعى إسرائيل لاستعادة السيطرة بعد هجوم حماس المباغت، وتواصل القوات الإسرائيلية مطاردة عناصر حماس في جنوب إسرائيل حيث حشدت 100 ألف من جنود الاحتياط، وفق متحدث باسم الجيش. وقُتل أكثر من 700 إسرائيلي منذ بدء هجوم حركة حماس على إسرائيل صباح السبت، وفق ما أعلن الجيش فجر الاثنين، مشيرا الى أن 2150 إسرائيليا أصيبوا بجروح. وأكدت منظمة إسرائيلية غير حكومية تهتم بأعمال الإغاثة مقتل "قرابة 250" شخصا فقط في حفل كان جاريا قرب الحدود مع غزة، هاجمه عناصر حماس. في قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن "استشهاد 413 مواطنا" وإصابة 2300 بجروح. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من "حرب طويلة وصعبة". ونشر الجيش عشرات آلاف الجنود لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق المتاخمة لقطاع غزة، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين وإجلاء السكان المتبقين بحلول صباح الإثنين. مدنيون وعسكريون وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، مساء الأحد، إن "العدو لا يزال على الأرض"، مضيفا: "نعزّز قواتنا خصوصا قرب غزة ونطهّر المنطقة"، متعهدا بملاحقة "الإرهابيين في كل مكان ينتشرون فيه". وأضاف هغاري: "مهمتنا خلال الساعات المقبلة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة". وقال إن الجيش الإسرائيلي يعمل أيضا على إنقاذ الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وهم "بأعداد كبيرة" في غزة "من نساء وأطفال ورضع ومسنين ومعوّقين". وكان المكتب الصحافي الحكومي أفاد بأن حركة حماس خطفت ما لا يقل عن 100 شخص. وأكّدت حماس والجهاد الإسلامي أنهما أسرتا "العديد من الجنود". وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، أن أربعة أميركيين على الأقل قتلوا في الهجوم الذي شنّته حماس. وقتل 12 تايلانديا، حسبما أعلنت الحكومة التايلاندية، بالإضافة إلى عشرة نيباليين ومواطنين من دول أخرى، بمن فيهم فرنسية وكندي. والى جانب القتال على الأرض، يواصل الجيش الإسرائيلي القصف المكثف لقطاع غزة. وأعلنت الأممالمتحدة، الإثنين، أن قرابة 123 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ بدء التصعيد. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "نزح أكثر من 123538 شخصا داخليا في غزة، بفعل الخوف وبهدف الحماية وهدم منازلهم" جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أكثر من 73 ألف شخص لجؤوا إلى المدارس. "أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل" ويخشى مراقبون أن تتوسع الحرب إلى جبهات أخرى، في ظل الدعم الذي تحظى به حركة حماس في المنطقة مثل إيران وحزب الله اللبناني. ورفضت إيران، اليوم، الاتهامات بالضلوع في عملية حماس ضد إسرائيل، على لسان وزارة خارجيتها. وأعلن حزب الله اللبناني، الأحد، إطلاق "عدد كبير من القذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة" على منطقة كفرشوبا الحدودية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قصف بطائرة مسيّرة "البنية التحتية الإرهابية لحزب الله" في المنطقة الحدودية. في مصر، قُتل إسرائيليان ومصري عندما أطلق شرطي مصري النار على وفد سياحي إسرائيلي في وسط الإسكندرية (شمال)، حسب وسائل إعلام محلية. وأقرّ نتانياهو في خطاب متلفز بأنّ ما حدث "غير مسبوق في إسرائيل". وقال مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط، جوناثان بانيكوف، إن "إسرائيل فوجئت بهذا الهجوم غير المسبوق" وإن "العديد من الإسرائيليين غير قادرين على فهم كيف يمكن أن يحدث ذلك". وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي: "هذا أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل. لم يُقتل هذا العدد من الإسرائيليين مرة واحدة"، مضيفا أن ذلك قد يكون "مماثلا لهجمات 11 شتنبر وبيرل هاربر". وقال جندي إسرائيلي سابق إن الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1973 التي ما زالت تشكّل صدمة وطنية في إسرائيل، تعد "شيئا بسيطا" مقارنة بعملية حماس السبت. وأطلقت عملية حماس بعد 50 عاما ويوم من هذه الحرب التي فاجأت إسرائيل وأسفرت عن مقتل 2600 شخص في الجانب الإسرائيلي خلال ثلاثة أسابيع من القتال. "دفاع مشروع" وأعلنت كتائب عزّ الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس، السبت، بدء عملية "طوفان الأقصى"، "ردا على جرائم الاحتلال في حق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى". وتحتل إسرائيل الضفة الغربية والجزء الشرقي من القدس منذ العام 1967، وتفرض حصارا على غزة منذ العام 2007. وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والمواد الغذائية وسلع أخرى إلى القطاع. وأعلنت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية إغلاق المدارس حتى الثلاثاء على الأقل. وأدان الغرب الهجوم الذي شنّته حماس. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، إن إسرائيل لديها "الحق في الدفاع عن نفسها" ضد الهجمات "الهمجية" التي تشنها حماس. وبدأت الولاياتالمتحدة، الأحد، إرسال مساعدات عسكرية لإسرائيل وتحريك حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لنظيره الإسرائيلي "دعم المملكة المتحدة الراسخ"، فيما حضّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إسرائيل وحماس على "دعم السلام" وتجنب زهق أرواح المدنيين. كذلك، بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأحد، في التصعيد بين حماس وإسرائيل وضرورة تكثيف الجهود لوقفه، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وبحسب البيان، تناول البحث "ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية قال في وقت سابق إن فرنسا "تسعى لمنع تفاقم الصراع عبر اشتعاله في الضفة الغربية أو لبنان أو في المنطقة". وأكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد، أن "إيران تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية". وأسفت وزارة الخارجية الصينية "للخسائر المدنية التي يسببها النزاع"، مشيرة الى أنها "ترفض وتدين النشاطات التي تستهدف المدنيين". اقتصاديا، ارتفعت أسعار النفط أكثر من أربعة في المئة، الاثنين، على خلفية الهجوم، مما أثار مخاوف بشأن صدمات محتملة في الإمدادات من المنطقة الغنية بالنفط. وقفز برنت 4,7 في المئة إلى 86,65 دولارا وخام غرب تكساس الوسيط 4,5 في المئة إلى 88,39 دولارا في التعاملات الآسيوية المبكرة.