بثقة عالية، لا يجب أن نتردد في القول أن المغرب أصبح لحمة متراصة اجتماعيا ومؤسساتيا وثقافيا. تدبير المحن والكوارث والجائحات أقر أن للبلاد أمة عظيمة. العالم والمثقف في خضم تطورات الأحداث فاعلان مصنفان تصنيف العقلاء بطبيعة معارفهما ومجالات تدخلاتهما، والأمي البسيط راكب قاطرة التعلم والوعي والدرابة العقلانية عبر الاحتكاك المؤسساتي اليومي. لقد أصبح للمملكة المغربية في بداية العشرية الثالثة من القرن الواحد والعشرين نسق سلطة إنسانية كاملة الأركان. دم ملكها يسري في عروق شعبه. إنه عاهل قل نظيره عالميا في مجالات الوطنية والكرامة والمعرفة وقيادة تغيير أمة عريقة في عالم متوتر. لقد تحول المغرب في العهد الجديد إلى أمة بكبرياء وأنفة شعب عريق. مؤسساته حكيمة لا تؤمن إلا بنعومة العلاقات الدولية ورقيها. فلنقل جميعا : الحمد لله على مآل أوضاعنا التي تسَخَّر فيها المعرفة والتبصر لنصرة الحق واحتضان الجهل بمنطق وأده بالسرعة المتناهية. ملكنا الهمام جعلنا نؤمن تمام الإيمان أن المغرب يشكل اليوم وباستحقاق نموذج أمة ذات خصوصية على المستوى الكوني. لقد جعلنا نؤمن كذلك أننا ارتقينا بنعومة تصرفات وسلوك مؤسساتنا العليا إلى مستوى يسمح لنا بقول كلمتنا المنصفة عالميا، كلمة الدفاع على النعومة والتضامن والتعاون والتآخي في العلاقات الدولية.