بعد جهود غير فاترة لإعادة الحركية الطرقية إلى عدد من المقاطع الكبرى والطرق المصنّفة الرابطة بين مدن ومراكز قروية في إقليمالحوز والأقاليم المجاورة التي تضررت من الهزة الزلزالية العنيفة ليلة الثامن من شتنبر الجاري، تتواصل جهود فتح المسالك الطرقية الرابطة بين قرى ودواوير جماعات واقعة بإقليمالحوز، الأكثر تضرراً. هشام فريندي، المدير الإقليمي لوزارة التجهيز والماء بالحوز، أكد الأمر في اتصال مع هسبريس، مشيراً إلى أن "آخر المعطيات تفيد بفكّ العزلة عن عدد من النقاط النائية في دواوير طالتها بشدة هزات عنيفة تسببت أحيانا في انهيارات صخرية زادت من تعقيد المهمّة"، قبل أن يجرد في هذا الصدد أرقاماً دالة تفيد بأن "الطرق غير المصنفة الموصِلة إلى الدواوير، التي كانت مقطوعة، تقدمت نسب الإنجاز والتنقية فيها، وهي في طور الفتح". وأفاد فريندي في التصريح ذاته بأن "مسالك طرقية قروية بقيادة ويركَان- جماعة إيمكَدال تفوق نسبة تقدم الأشغال بها 40 في المائة؛ كما همّت الأشغال والجهود قيادة ثلاث نْيعقوب التي تضم 4 جماعات متضررة، هي تلات نيعقوب وإيجوكاك وإغيل وأغبار"، مشددا على أن "الطريق إلى مركز إغيل تظل سالكة ومفتوحة في وجه حركية المرور، بعد استرجاع حركة السير العادية أمس بالمقطع الطرقي الذي يربط بين إيغيل وأركي على الطريق الإقليمية رقم 2036 (على طول 25 كلم)". أما المسالك الرابطة بين "أغبار" و"أنوكال" فإن نسب العمل بها تتجاوز 50 في المائة، حسب إفادة المسؤول الإقليمي نفسه، الذي أكد أن الأشغال الجارية –إلى حدود اللحظة- مكنت من إعادة حركية السير إلى طرق جماعات ودواوير "ستي فاضمة" و"أوكايمدن" أيضا. هذه المعطيات تتقاطع مع ما أوردته نشرة إخبارية رسمية محيّنة عن "حالة الطرق" صادرة عن مديرية الأشغال والاستغلال الطرقي (المديرية العامة للطرق بوزارة التجهيز) إلى حدود الساعة السادسة مساء من مساء أمس الخميس 14 شتنبر 2023، كانت قد طالعتها هسبريس. وتضمنت النشرة ذاتها أن "مجموع الطرق الإقليمية التي تمت إعادة فتحها بعد الزلزال تصل إلى 14 طريقاً". وانطلاقاً من "مركز القيادة المتواجد بعمالة إقليمالحوز"، أكد فريندي أن "فرق التدخل المعبأة من طرف وزارة التجهيز والماء إقليمياً، بتنسيق مع السلطات الإقليمية، نجحت في فتح مجموعة من الطرق غير المصنفة المقطوعة للوصول إلى الدواوير المعزولة، بينما مازالت أشغال فتح طرق غير مصنفة أخرى متواصلة تربط الحوز بأقاليم مجاورة وطرق جهوية ووطنية". وقامت فرق التدخل التابعة للمديرية للإقليمية للتجهيز واللوجستيك بالحوز بفتح مجموعة من الطرق غير المصنفة للوصول إلى الدواوير المعزولة، "من أجل تسهيل وصول المساعدات والإعانات"، التي أكد المسؤول ذاته أنها "متوافرة بشكل كبير". وكانت الحكومة سارعت إلى إحداث "خلية لتدبير الأزمات" طبقا للتوجيهات الملكية، لتُواصل مصالح وزارة التجهيز والماء إحراز تقدم ملموس على مستوى فتح الطرق، بفتحها آخر مقطع طرقي معبّد على مستوى جماعة "إغيل"، يوم الأربعاء الماضي. 60 آلية وموارد بشرية معبّأة في سياق متصل، أشار المسؤول بمديرية التجهيز لإقليمالحوز إلى أن "آليات كثيرة وموارد بشرية متوافرة تمت تعبئتها بالمصالح التقنية للعمالة والسلطات الإقليمية"، معدداً "تسخير المصالح المركزية 60 آلية من الآليات ذات التخصصات التقنية والتدخلات الدقيقة، مثل كاسحات التربة والآليات المتخصصة في التنقية...". ويظل الهدف، بحسب فريندي في إفادته لهسبريس، هو "فتح الشبكة الطرقية الرئيسية وتنقيتها من تبعات الانهيارات الصخرية، وربطها بالطرق والمسالك الإقليمية"، خاتما: "كما نواصل العمل على الطرق الرئيسية الوطنية والجهوية في أفق فك العزلة بشكل تام".