دفعت التطورات الوبائية التي تعرفها بلدان المعمور السلطات الصحية بالمملكة إلى إعادة افتتاح مجموعة من مراكز التلقيح على الصعيد الوطني، في إطار الاستعداد لأي موجة وبائية جديدة قد يعرفها العالم. وبعدما دعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المواطنين إلى تلقيح جرعات التلقيح بسبب ظهور متحور فيروسي جديد، أقدمت، منذ أيام، على توفير اللقاحات المضادة للمرض بالمراكز الصحية. وعلى الرغم من أن الحالة الوبائية لا تستدعي القلق حسب خبراء الصحة، فإن السلطات الصحية الرسمية تعتمد دوما على المقاربة الاستباقية في محاربة الفيروس التاجي، خاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الأمراض المزمنة. في هذا الصدد، أفاد عبد المولى بولمعيزات، المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية بجهة الدارالبيضاءسطات، بأن "مجموعة من المراكز الصحية بالجهة تتوفر على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وبإمكانها استقبال الحالات الوافدة عليها طيلة اليوم". وأوضح بولمعيزات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوضعية الوبائية لا تدعو إلى القلق؛ لكن ينبغي على الفئات المعنية تلقي جرعاتها الأساسية من اللقاح، خاصة مع بروز متحور فيروسي جديد بالعالم". وأردف المسؤول ذاته أن "اللقاح أساسي لحماية صحة الفرد، خاصة الذي يعاني من أمراض مناعية مزمنة"، لافتا إلى أن "اللقاحات موجودة بالمراكز الصحية التي ستقدم المساعدة اللازمة للأشخاص المتوافدين عليها". من جانبه، قال مصطفى الناجي، خبير في علم الفيروسات عضو اللجنة العلمية للتلقيح، إن "المغرب يصرف ميزانية باهظة لشراء اللقاحات، على أساس أن هذه العملية لم تتوقف أبدا منذ بروز الجائحة إلى حدود الساعة، على الرغم من تحسن الوضعية الوبائية". وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "وزارة الصحة تعتمد على المقاربة الاستباقية في محاربة الأمراض، وهي مسألة جار بها العمل لدى كل دول العالم، حيث يتم تخزين اللقاحات لتفادي أي انقطاع محتمل". وأورد الخبير ذاته أن "بعض الكميات يتم إتلافها بسبب تاريخ الصلاحية المحدد للقاحات؛ ما يتطلب ضرورة تلقي جرعات التلقيح من طرف المواطنين المعنيين، لا سيما الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الذين تتجاوز أعمارهم سبعين سنة فما فوق". ولفت الناجي إلى أن "اللقاحات كانت متوفرة دائما بمراكز التلقيح؛ لكن وزارة الصحة أعادت افتتاح المراكز الرقمية للتلقيح في سياق الحملة التحسيسية التي تقوم بها بعد بروز المتحور الفيروسي الجديد، الذي بدأ ينتشر سريعاً بالعالم".