مطامح "المناعة الجماعية" لا تتوقف لدى السلطات الصحية؛ فبعد جرعتين من اللقاح، تخطو مراكز التلقيح نحو استقبال المستفيدين من الجرعة الثالثة وتشمل فئات عريضة من المغاربة. ويطرح المغاربة أسئلة كثيرة حول موعد دخول المغرب رسميا نادي "المناعة الجماعية"، خصوصا بانطلاق مسلسل التلقيح من جديد والعودة إلى "نقطة الصفر" بالنسبة للمستفيدين من الجرعتين الأولى والثانية وحاجتهم إلى الثالثة. ودخل المغاربة مرحلة "التعايش" مع الفيروس الذي يقترب من عامه الثاني دون أن يتمكن العالم من السيطرة عليه، بينما يأمل المواطنون تحقيق المناعة الجماعية والعودة إلى الحياة الطبيعية بدون قيود صحية وإجراءات احترازية. ومن المرتقب أن تلقح وزارة الصحة 33 مليون نسمة، بعد اقتناء 66 مليون حقنة، وهو معدل يكفي لتحقيق المناعة الجماعية، وفق تصريحات الخبراء؛ لكن سؤال الوقت اللازم يبقى تحديا حقيقيا أمام السلطات الصحية في البلاد. قرب تحقيق المناعة جمال الدين البوزيدي، اختصاصي في الأمراض الصدرية والتنفسية، قال إن المناعة الجماعية وفق الأبحاث تبدأ معالمها بالبروز فور تلقيح أو إصابة 50 في المائة من المواطنين. وأضاف البوزيدي، في تصريح لهسبريس، أن المغرب قريب من المناعة الجماعية، لكن الأمور كلها رهينة بعدم بروز متحور جديد يربك المنظومة الصحية الوطنية. وأورد المتحدث ذاته أن متحور "دلتا" على سبيل المثال خفض كثيرا من فعالية اللقاحات، ووفقا للدراسات الاستشرافية الآن، فالمناعة الجماعية مرتبطة بتلقيح أكثر من 80 في المائة من المغاربة. ورفض البوزيدي استمرار التشكيك في اللقاحات والجرعة الثالثة، قائلا: "هناك لقاحات عديدة تؤخذ بشكل متقطع وكثير منها يجدد كل سنة أو كل 5 سنوات أو أكثر، وبالتالي أين المشكل في تلقي جرعة جديدة؟". خطر المتحور الطيب حمضي، خبير السياسات والنظم الصحية، اعتبر أن المناعة الجماعية تتطلب الآن الوصول إلى 87.5 في المائة من مجموع المواطنين الملقحين في حين حقق المغرب حتى الآن 55 في المائة فقط. وأضاف حمضي، في تصريح لهسبريس، أن "الحماية الآن مرتبطة بتلقي اللقاح، ولن تستطيع المناعة الجماعية حماية بعض الفئات الهشة إن لم تتلق اللقاح، خصوصا أمام الطفرات الفيروسية المتواترة". وأردف بأن "أهمية الجرعة الثالثة تكمن في استدراك تجاوب بعض الفئات مع مقاومة الفيروس"، مشيرا إلى أن "نقص فعالية اللقاحات قد يبرز بالتدريج لدى البعض".