فتحت السلطات الصحية بالعديد من الدول الأوروبية والآسيوية والأمريكية باب تلقي الجرعة الرابعة ضد فيروس "كورونا" المستجد للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم ال75 سنة وكذلك للأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية مزمنة، قصد الحفاظ على المناعة الجماعية في مواجهة المتحورات الفيروسي. بدوره، يتجه المغرب إلى اعتماد الجرعة الرابعة من "لقاحات كورونا" بالنسبة إلى الفئات التي تعاني هشاشة مناعية؛ وهو القرار الذي ما زال قيد الدراسة من لدن السلطات الصحية المعنية، في ظل ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس التاجي في كل أنحاء العالم خلال الفترة الصيفية. وما زال هناك قرابة مليون ونصف المليون ممن أعمارهم تتراوح بين 60 و74 سنة لم يتلقوا الجرعة المعززة، وحوالي 300 ألف تجاوزت أعمارهم ال75 سنة لم يتلقوا هذه الجرعة، في حين أن 100 في المائة من هؤلاء تلقوا الجرعتين الأولى والثانية. وفي هذا الصدد، قال البروفيسور سعيد المتوكل، طبيب مختص في الإنعاش عضو اللجنة العلمية والتقنية لاحتواء الجائحة، إن "هذا النقاش تعرفه العديد من دول أوروبا وأمريكا وآسيا التي تعرف موجات جديدة من كوفيد-19، على اعتبار أن اللقاحات الحالية توفر للفرد مناعة محدودة في الزمن". وأضاف متوكل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "ظهور المتحورات الفيروسية أدى إلى الهروب المناعي لبعض اللقاحات التي انخفضت فعاليتها؛ ما يتطلب ضرورة إضافة جرعة معززة أخرى لحماية بعض الفئات المعينة في المجتمع". وأوضح الخبير عينه أن "الجرعة الرابعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد تستهدف كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض السكري والقلب وضغط الدم والقصور الكلوي والسرطان، بالإضافة إلى كل الأمراض المناعية". وأكد المتحدث أن "الجرعة الرابعة لا تستهدف الأطفال والأشخاص العاديين، بل هي موجهة للفئات الهشة فقط، بغاية الحفاظ على المناعة الجماعية التي تتأثر بالمتحورات الفيروسية"، لافتا إلى أن "المغاربة ينبغي أن يتوجهوا إلى مراكز التلقيح لتلقي الجرعة الثالثة على الأقل". وسبق أن لوح خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، بإمكانية اللجوء إلى تلقيح ذوي الهشاشة المناعية بجرعة رابعة، قائلا في مجلس المستشارين إن مواجهة الوضعية الحالية هي "مسؤولية فردية في ظل تحرر العالم ومحاولة التعايش مع هذا الفيروس". وأكد آيت الطالب أن الفيروس اليوم بات أقل فتكا وضررا، حيث أرجع ذلك إلى أن المواطن "حقق مناعة من خلال اللقاح، وأيضا بعد الإصابة"، موردا أن "وجود الفيروس اليوم غير مضر للصحة؛ لكنه مضر أكثر للاقتصاد".