تزايد "الصراع الكروي" بين المغرب وإسبانيا بخصوص المواهب الرياضية الصاعدة ذات الأصول المغربية، إذ تعالت الأصوات المطالبة من كلا البلدين بتعزيز استراتيجية استقطاب وجذب اللاعبين المحترفين الحاملين لجنسيتيهما، خاصة بالمملكة الإيبيرية التي بات لاعبوها ذوو الأصل المغربي يميلون إلى حمل قميص "أسود الأطلس". واندلع نقاش رياضي واسع النطاق داخل وسائل الإعلام الإسبانية، وكذا بمواقع التواصل الاجتماعي، حول لاعب برشلونة لامين يامال الذي ما زال حائرا بين حمل قميص منتخب إسبانيا أو قميص منتخب المغرب، الأمر الذي شكل ضغطا إعلاميا وسياسيا كبيرا على أسرة اللاعب الإسباني-المغربي. وأصبح العديد من اللاعبين المغاربة المحترفين في الدوريات الأوروبية يميلون إلى الانضمام لمنتخب "أسود الأطلس" رغم العروض التي يتلقونها من طرف الاتحادات الكروية الأجنبية، نظرا إلى الارتباط بالوطن الأم والإنجازات الكروية المهمة التي حققها المنتخب المغربي في السنوات الماضية، خاصة بعد تولي الناخب الوطني وليد الركراكي دفة القيادة التقنية. في هذا الصدد، قال يوسف التمسماني، خبير رياضي مقيم بإسبانيا، إن "التنافس بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الإسباني لكرة القدم حول المواهب الكروية ذات الأصول المغربية، خاصة التي تمارس في البطولة الإسبانية، يمكن تحليله من ثلاثة جوانب أساسية في ظل المعطيات المتوفرة". وأضاف التمسماني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الأمر يتعلق بالاتحادات الكروية من جهة، واللاعبين من جهة ثانية، والرأي العام من جهة ثالثة (بما يشمل الصحافة)"، مبرزا أن "الاتحادات الكروية تحاول طبعا استقطاب أجود اللاعبين لربح الألقاب القارية والدولية، لأن هدفها المحوري هو الفوز بالكؤوس". وأردف بأن "اللاعب يفكر في المنتخب الكروي الذي سيشكل له إضافة في مساره المهني، لكن قراره يرتبط أيضا بالأصول العائلية ومدى تعلقها بالبلد الأصل أو بلد الإقامة"، لكن "المسائل محض كروية تنال القسط الأوفر من قرار اللاعب الذي يدرس طريقة لعب المنتخب من التكتيك". وتابع شارحا بأن "لاعب كرة القدم يقارن أسلوب المنتخب مع جودته التقنية، وكذا مدى إسهام المنتخب في رفع قيمته السوقية، خاصة إن كان يبلغ أدوارا متقدمة في المسابقات الكروية الدولية"، لافتا إلى أن "استقرار الجامعة والإدارة التقنية يلعب دورا أساسيا في اتخاذ القرار النهائي للاعب". وأبرز الخبير الرياضي الدولي أن "المنتخب المغربي لكرة القدم، مثلا، يحظى باستقرار فني ملحوظ، مرد إلى استقرار الجامعة الملكية لكرة القدم التي تعيش أزهى أيامها التدبيرية بفضل فوزي لقجع، بخلاف الاتحاد الكروي الإسباني الذي يتخبط في نقاش متواصل حول استقالة رئيسه الذي ما يزال يرفض تقديمها". وخلص التمسماني إلى أن "الجمهور هو العنصر الوحيد الذي يدخل مسألة الوطنية في اختيار اللاعب قميص المنتخب الذي سيرتديه"، ليختم بالقول إن "اللاعب الاحترافي، بمعية وكيل أعماله ومحيطه العائلي والتقني، لا يستعمل العاطفة لاتخاذ قراره النهائي، بل يفكر مليا في الجوانب التقنية والرياضية".