أعادت حادثة تحرش مؤطر بطفل في أحد المخيمات الصيفية بالجديدة مطلب تشديد العقاب ضد من يثبت ارتكابهم لهذه الجريمة، ووصل الأمر إلى المطالبة بتطبيق عقوبتي "الإخصاء" و"الإعدام". في هذا الصدد، قالت نجية أديب، رئيسة "جمعية ماتقيش ولادي لحماية الطفولة"، إن "الحل الوحيد لهذه الظاهرة هو تطبيق الإخصاء أو الإعدام"، مضيفة ضمن تصريح لهسبريس أن "العقوبات المتساهلة فتحت المجال أمام التطبيع مع الظاهرة". وأكدت أديب أن "حالة الجديدة ليست منعزلة، بل ما خفي كان أفظع"، وعلقت: "هذا فقط ما ظهر للعموم وهنالك حالات مماثلة بالمدارس والمخيمات والخيريات ولدى الفقهاء بالمسيد، فأينما كان الأطفال يمكن أن تكون الظاهرة". وتابعت: "ليس تعميما، ولكن هناك من يريد العمل في مثل هذه الوظائف فقط للتقرب من الطفل وممارسة عقده عليه"، مؤكدة أن "الآباء والأولياء يتحملون قسطا من المسؤولية، إذ عليهم التعرف على الشخص الذي يرافق أطفالهم وضرورة أن تكون امرأة مصاحبة لهم ومن الجمعية المعنية بالتخييم". واستنكرت "جمعية ماتقيش ولادي لحماية الطفولة"، ضمن بلاغ لها، "استغلال العمل الجمعوي لتصريف أمراض أشخاص لا علاقة لهم بالعمل الجمعوي والإنساني النبيل"، قائلة إن الأمر يتعلق "برئيس جمعية أبطال أناسي التي يوجد مقرها بمدينة الدارالبيضاء ومدرب لكرة القدم لفرق الأحياء بمنطقة أناسي بالعاصمة الاقتصادية". وأضاف البلاغ أن "هذا البيدوفيل استغل الجمعية التي يترأسها للقيام برحلة ترفيهية دون ترخيص من السلطات العمومية تهم 19 طفلا تم تنقيلهم من الدارالبيضاء وحشرهم في شقة ذات غرفتين". وتابع: "علمت الجمعية كذلك أنه سبق لهذا الشخص البيدوفيلي أن قام برحلات للأطفال، كما قام بتدريب أطفال يعشقون كرة القدم. إلا أنه يبدو أنه لم يؤسس الجمعية التي يترأسها ولم يقم برحلات ترفيهية للأطفال ولم يختر تدريب أطفال لكرة القدم، إلا من أجل إشباع غرائزه المنحرفة عن طريق استغلال براءة الأطفال وهتك عرضهم، ضاربا بعرض الحائط كل القيم الإنسانية". من جانبها، قالت نجاة أنوار، رئيسة "منظمة ماتقيش ولدي"، إن "واقعة بيدوفيل شاطئ الجديدة تتضارب الأخبار حولها، لكون البيدوفيل، حسب معلوماتنا، هو رئيس جمعية محلية بمدينة الدارالبيضاء خاصة بالأطفال، قام بتنظيم رحلة اصطياف بشكل غير قانوني بعد أن قام بتحصيل مبالغ مالية من أهالي الأطفال المنخرطين لدى جمعيته، وهنا وجب تعميق البحث". وشرحت أنوار، ضمن تصريح لهسبريس، أن "المخيمات الخاصة بالأطفال بشكل عام لها أهداف ترفيهية وتربوية وتثقيفية، وتعلم الطفل كيفية الاعتماد على نفسه خارج أسوار منزله. هذه الأهداف تلزمها العديد من الشروط، المتمثلة في التأطير والمراقبة والسلامة ونظام تغذية محدد وصحي، وتواجد برنامج ترفيهي تربوي هادف، مع تحديد الأهداف المتوخاة في آخر يوم من المخيم". واعتبرت أنوار أنه "بسبب الحادث في شاطئ الجديدة، لا يمكن تعميم الانتقاد لمراكز الاصطياف المؤقتة في إطار برنامج العطلة للجميع، لأنني شخصيا أعلم عن مراكز تحترم شروط التخييم والاصطياف ولها برنامج تأطيري ترفيهي وتربوي، وتحترم شروط سلامة الأطفال وتعتمد برنامجا غذائيا متوازنا، وكان لنا شرف قبول دعوتهم من أجل المشاركة في إحدى الحصص التربوية والتأطيرية بخصوص موضوع حماية الطفولة ومحاربة البيدوفيليا". وعلقت أنوار قائلة: "هذه الواقعة أحالتنا من جديد على العديد من التساؤلات حول مجموعة من مراكز الاصطياف المؤقتة في إطار برنامج العطلة للجميع، لا أعمم كما أسلفت الذكر، منها ما يتعلق بشروط سلامة وأمن الأطفال وملاءمة عدد المؤطرين مع عدد الأطفال المستفيدين؛ فمثلا، هل المؤطرون تتوفر فيهم الشروط اللازمة؟ وهل فعلا هم مؤطرون أم متطوعون بدون تكوين أكاديمي؟ ثم هل المؤسسات المعتمدة من أجل استقبال الأطفال مؤهلة لعملية التخييم والاصطياف وتتوفر على وسائل المراقبة؟ وهل هناك اضطلاع من طرف المسؤولين الإقليميين للوزارات الوصية على سير عملية الاصطياف أم يضطلعون على كاميرات المراقبة إن وجدت؟ وهل هناك مراقبة للبرنامج الترفيهي والتربوي المعتمد والبرنامج الغذائي؟ والعديد من التساؤلات التي سنعمل على معرفة أجوبتها".