رغم الشهرة العالمية التي يحققها ونسبة الإيرادات الضخمة، لاحقت الانتقادات اللاذعة الفيلم السينمائي الجديد "باربي"، مما تسبب في وقف عرضه في مجموعة من الدول العربية. وأعلنت السلطات المحلية بكل من لبنانوالكويت حظر فيلم "باربي" في جميع القاعات السينمائية في البلدين قبل انطلاق عرضه، بسبب إساءته إلى "القيم الأخلاقية". وحسب وكالة الأنباء اللبنانية، فقد قال وزير الثقافة، محمد المرتضى، في بيان له، إن فيلم "باربي" يتعارض مع "القيم الأخلاقية والإيمانية، ومع المبادئ الراسخة في لبنان"، مضيفا أنه "يروّج للشذوذ والتحوّل الجنسي، ويُسوّق فكرةً بشعة مفادها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة، وتصويرهما عائقاً أمام التطور الذاتي للفرد." وتابع بأن "الفيلم يخالف بمحتواه الآداب والقيم، لا سيما قيمة الأسرة، ويخالف المبادئ الوجدانية والأخلاقية والإيمانية التي تشكل الحصن الحصين للمجتمع اللبناني". من جهته، اتهم رئيس لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية في الكويت شريط "باربي" ب "خدش الآداب العامة"، والتحريض على "مخالفة النظام العام والعادات والتقاليد"، مشيرا إلى أن الفيلم يدعو إلى "أفكار دخيلة على المجتمع". كما تم منع عرض الفيلم في سلطنة عمان كذلك، بسبب احتوائه على مشاهد غير ملائمة للأطفال وتركيزه على قصص المثلية، وهو الأمر ذاته الذي تسبب كذلك في منع عرض الفيلم في دولة باكستان بمنطقة البنجاب. ويسجل الفيلم السينمائي الجديد "باربي" نجاحا استثنائيا على النطاق العالمي، ويحقق شعبية كبيرة جعلت القاعات السينمائية تعرف انتعاشا كبيرا، خاصة في هذه الفترة من السنة التي تشهد في العادة ركودا، حيث سجل، حسب آخر التقارير، أرقاما قياسية، وأصبح أول عمل من إخراج امرأة تتجاوز عائداته العالمية مليار دولار. وتدور قصة "باربي" في إطار كوميدي حول دمية طردت من عالم الدمى لتذهب إلى عالم البشر، وتنطلق في مغامرة كبيرة في محاولة لإثبات جدارتها حتى تتمكن من العودة إلى عالمها مرة أخرى. ويشارك في بطولة فيلم "باربي" عدد من النجوم؛ أبرزهم الممثلة الأمريكية الشهيرة مارجو روبي، والممثلة الكوميدية أمريكا فيريرا، وسيمو ليو، وكيت ماكينون، وألكسندرا شيب، وإيما ماكي، وكينجسلي بن أدير، وإيسا راي، ومايكل سيرا. ويعرض فيلم باربي في القاعات السينمائية المغربية كذلك منذ أزيد من ثلاث أسابيع، حيث يسجل نسبة إيرادات مهمة وإقبالا كثيفا من عشاق الفن السابع الذين يقفون في طوابير طويلة أمام دور السينما في انتظار دورهم للدخول والاستمتاع بالعمل الذي اكتسب إشعاعا كبيرا. ولم تسجل لحدود الساعة أي حملة رقمية بالمغرب أو دعوات لوقف عرض الشريط الطويل بالصالات السينمائية على غرار مجموعة من الدول العربية.