يختار الكثير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لا سيما المتحدّرين من جهة الشرق التي تضم 7 أقاليم وعمالة واحدة، العبور إلى بلدهم الأم من بوابتي ميناء بني أنصار و"باب مليلية"، لينطلقوا بعد ذلك نجو وجهاتهم المختلفة. ولأن دخول الأراضي الوطنية من البوابتين سابقتي الذكر يطرح لدى مغاربة العالم إمكانية المرور بطرقات إقليمالناظور ووسط المدينة وضفافها، عملت وكالة تهيئة موقع بحيرة "مارشيكا" على تأهيل وفتح مجموعة من الطرقات لتسهيل تنقل هذه الفئة الوافدة وبلوغ وجهاتها في أريحية. وتأتي هذه التدخلات، وفق مسؤولين بالوكالة، استجابة لخطاب الملك محمد السادسة بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، الذي حثّ فيه على بذل مزيد من الجهود من أجل تحسين استقبال مغاربة العالم. وبات من السهل، وفق ما عاينته جريدة هسبريس خلال جولة بمدينة الناظور، الوصول إلى "الكورنيش" من جميع مداخل المدينة التي كانت تعرف في سنوات خلت اختناقات مرورية منفّرة؛ فقد بات الزائر الذي يلجها من المدخل الشرقي أخذ مسلك مباشر، انطلاقا من منعطف "تاويمة" إلى غاية الرصيف البحري ال"كورنيش"، دون الاضطرار إلى دخول وسط المدينة، فضلا عن الطريق المداري لبني أنصار الذي أحدث بشراكة بين الوكالة ووزارة التجهيز ومجموعة من الشركاء؛ الأمر الذي ساهم في تقليل جولان الشاحنات والمركبات الثقيلة داخل المدينة. وبغلاف مالي يقدّر بمليار و700 مليون درهم لمدة سبع سنوات، عملت وكالة تهيئة موقع بحيرة "مارشيكا" على إطلاق مشاريع للتنمية المجالية الحضرية لتهيئة البنى التحتية في أربع جماعات واقعة في مجال اشتغالها؛ وهي بني أنصار والناظور وبوعرك وقرية أركمان. وتهيئة البنية التحتية لمجال نفوذ "مارشيكا"، لاسيما الأحياء المجاورة لموقع البحيرة، يعد من بين أهداف مشروع الوكالة الذي جاء، وفق مسؤوليها، ليعطي أسس انطلاقة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة وتعزيز جاذبيتها. وعبر هذه المشاريع، تمكّنت الوكالة من إعادة تهيئة الأحياء المجاورة للبحيرة ناقصة التجهيز في الجماعات الأربع سالفة الذكر، والتي أصبحت تتوفر على شبكة طرقية وإنارة عمومية، فضلا عن ربط المنازل بشبكات الصرف الصحي، والماء الصالح للشرب والكهرباء، وفتح مجموعة من المسالك القروية، لاسيما في جماعة بوعرك. ويُلاحظ زائر الناظور، الذي تخلّف لعامين أو ثلاث سنوات عن زيارة هذه المدينة الساحلية المطلة على الواجهة المتوسطية، لاسيما جالية المنطقة بالخارج، التغيير الفعلي واللافت للانتباه في بنياتها التحتية ومنشآتها السياحية والترفيهية. وثمّن عدد من مغاربة الخارج ممن تحدّثوا إلى هسبريس هذا التغيير، مشيدين بالجهود المبذولة في سبيل منح المدينة والمنطقة بشكل عام وجه سياحي وخلق جاذبية للسياح. "تسهيل الوصول إلى مدينة أو وجهة ما هو أهم عامل في نجاحها سياحيا في أي بلاد"، قال منعم، مغربي مقيم بالديار الهولندية، وأضاف: "الناظور تغيّر تماما مؤخرا.. قضيت معظم أيام عطلتي فيه.. في السابق، كان محطة وصول فقط بالنسبة لي". وتواصل الوكالة، وفق برنامج مستقبلي غني، تعزيز سهولة الحركة داخل المدينة وبلوغ مواقعها الحيوية، خاصة السياحية منها المستقطبة للسياح خلال مواسم الصيف، معتمدة في ذلك على سياسة الإنصات إلى شكايات ومقترحات الزوار.