في دراسة ميدانية حول تشغيل الأطفال والهدر المدرسي "" تكلفة المدرسة وبعدها وعدم إفادتها في شيء من عوامل عدم التمدرس والتسرب المدرسي الفلاحة تشغل 35 % من الأطفال والتجارة 17 % وقطاع البناء 14 % قدم مشروع ديما أدرس التابع لمنظمة م.س.إ (MSI) والممول من طرف وزارة التشغيل الأمريكية بتقديم نتائج دراسة ميدانية حول ظاهرة تشغيل الأطفال والهدر المدرسي في العالم القروي. وقد شملت هذه الدراسة ست جماعات قروية فقيرة هي جماعة آيت عادل بإقليم الحوز وجماعة آيت سغروشن بإقليم تازة، سيدي عيسى الرجراجي بإقليم الصويرة، وجماعة تاسيفت بإقليم شفشاون، وجماعة سكورة الحدرة بإقليم قلعة السراغنة، وجماعة تمزكادوين بإقليم شيشاوة. وأنجزت الدراسة على مرحلتين متتاليتين همت في مرحلتها الأولى القيام ببحث ميداني حول ظاهرة تشغيل الأطفال والتمدرس، وشمل استجواب الأطفال والآباء، وفي المرحلة الثانية من الدراسة همت قضية تشغيل الأطفال المشغلين خارج الجماعات القروية المعنية. وتشكل مجتمع الدراسة من الآباء، حيث بلغ عدد المستجوبين 4415 أب و8896 طفل، منهم 52 % من الذكور و48 % من الإناث، ومنهم 14 % من الأطفال الذين لم يلجوا المدرسة و34 % منهم منقطعون عن الدراسة فيما 51 % من هذه العينة مهددون بالانقطاع عن الدراسة. ومن خصائص المستجوبين الآباء تفشي الأمية بنسبة 72 %، بينما تصل إلى 96 % بالنسبة للنساء المستجوبات، بينما ميز السن خصائص الأطفال المستجوبين، 75 % منهم يقل عمرهم عن 15 سنة، و25 % تتراوح أعمارهم بن 15 و17 سنة. وأفضت نتائج الدراسة إلى أن الأطفال يعتبرون بأن تكلفة المدرسة هي سبب عدم التمدرس بنسبة 35.8 % منهم، وأن 42.4 % منهم يرون هذا العامل سببا في التسرب المدرسي للأطفال، في حين يرى 37 % من الآباء أن كلفة المدرسة تساهم في عدم تمدرس أطفالهم، بينما يرى 41.1 % منهم أنها السبب المباشر في التسرب المدرسي، ويلي هذا العامل عامل بعد المدرسة بحيث يرى 32.3 % من الأطفال أن هذا العامل هو السبب في عدم التمدرس، بينما يراه 19.7 % عاملا من عوامل التسرب المدرسي. ويرى 25.4 % من الآباء أن بعد المؤسسة التعليمية يعد عاملا من عوامل عدم تمدرس الأطفال، بينما يرى 19 % منهم أنه السبب في التسرب المدرسي، ويأتي عامل "المدرسة لا تفيد في شيء" في المرتبة الثالثة من حيث أسباب عدم التمدرس والتسرب المدرس، فقد رأى 5.1 % من الأطفال أن هذا العامل يعد سببا في عدم التمدرس، ويرى 8.8 % منهم أنه سبب من أسباب التسرب المدرسي، بينما يرى 3.7 %، ويرى الآباء أن هذا العامل يتسبب في عدم التمدرس، في حين يراه 9.9 % سببا في التسرب المدرسي. وتوصلت نتائج الدراسة كذلك أن 29 % من الأطفال المشتغلين، أقروا باشتغالهم إما في المنزل أو خارجه، 60 % منهم يشتغلون طيلة الشهر دون توقف و57 % من مجموع الأطفال المستجوبين واعون بخطر التشغيل على صحتهم وعلى تمدرسهم. أما الأطفال الذين يشتغلون خارج الجماعات فبلغت منهم نسبة 87 % من الذكور والباقي من الإناث، بحيث أن 22 % منهم لا يتجاوز سنهم 15 سنة، و78 % منهم يتراوح سنهم ما بين 15 و17 سنة و15.7 % من هؤلاء أميون و71 % لهم مستوى الابتدائي، وأن 24 % حصلوا على الشغل بأنفسهم، و36.5 بمساعدة أحد أفراد العائلة و17 بمساعدة الوالدين و8.8 عن طريق السماسرة، أما القطاعات لتي يشتغلون فيها فهي الفلاحة بنسبة 35%، ثم تليها التجارة بنسبة 17 %، و14 % في قطاع البناء. وفيما يخص ظروف تشغيل الأطفال فأكدت الدراسة بأن 43 % من الأبوين لا يعرفون شيئا عن ظروف تشغيل أطفالهم، وأن 55 % لا يعرفون المشغل و37 % لا يعلمون أين يقضي أطفالهم وقت فراغهم، كما أن 4.6 % من الآباء لم يقوموا بزيارة أطفالهم وأن 17.7 % منهم فقط يزورنهم مرة في السنة. وتوصلت الدراسة أن كل البنات اللواتي يشتغلن خادمات في البيوت حوالي 50 طفلة من أصل 59، تستقطب منهن مدينة الدارالبيضاء حوالي 23 %، وأكادير ب 13 % ومراكش 8%. كما أبرزت الدراسة أيضا أن 66 % من الآباء واعون بمخاطر تشغيل الأطفال، وخاصة عياء الأطفال بنسبة 55 %، وأخطار حوادث العمل بالآلات بنسبة 10.6 %، واعتبر 42.5 % منهم أن الفلاحة تعد من أخطر القطاعات على الأطفال، فيما يرى 17.3 % من الآباء أن البناء هو الأخطر على الأطفال، فيما يرى 15.5 % منهم أن العمل المنزلي هو الأخطر على الأطفال. وبالنسبة للسكن فقد خلصت الدراسة أن 30 % من الأطفال يسكنون مع المشغل، و28 % في أماكن الكراء، فيما يقطن عند العائلات 22 % من الأطفال، و15.4 % منهم في أماكن العمل. وتوضح من خلال نتائج الدراسة أن 44.4 % من الأطفال يتقاضون أجرا بين 300 و500 درهم في الشهر، وأن 32 % يتقاضون 500 و1000 درهم في الشهر و11 % منهم يتقاضون أجرا أقل من 300 درهم. وأن 61.3 % من الأطفال يحتفظون بأجرهم، و16 % يسلمون أجرهم لأبويهم بالكامل تقريبا، و20 % يتقاسمونه مع والديهم. أما فيما يخص اقتراحات الآباء لتحسين ظروف التمدرس فقد دعوا إلى جعل المدرسة فضاء للتكوين المهني بنسبة 30.5 % من الاقتراحات، بينما اقترح 11.8 % من الآباء توزيع الأدوات المدرسية، و7.9 % اقترحوا توفير دروس الدعم والتقوية. أما الأطفال فاقترح منهم 5.2 % توفير النقل المدرسي، و20.5 % منهم توفير النقل المدرسي، فيما اقتراح 17.9 % منهم إحداث مراكز للتكوين المهني، في حين اقترح 7.6 % منهم إزالة الأقسام متعددة المستويات.