رد جمال الشوبكي، السفير الفلسطيني بالمغرب، على تصريحات جبريل الرجوب، وزير الشباب والرياضة في حكومة بلاده وأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، التي اعتبرت "معادية للوحدة الترابية للمملكة"، مؤكدا أن "التصريح ربما فُهم بشكل خاطئ". وأضاف الشوبكي، في تصريح خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "فلسطين من حيث المبدأ لا تتدخل في أي خلاف عربي-عربي"، وأن موقف بلاده في هذا الصدد "لم يتغير". واعتبر السفير الفلسطيني بالمغرب أن "بلاده تؤيد قرارات الأممالمتحدة والجامعة العربية"، التي تشدد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة. إيقاع جزائري أثارت تصريحات وزير الشباب والرياضة الفلسطيني، التي أدلى بها بمناسبة حلوله ضيفا على قناة جزائرية، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. المسؤول الفلسطيني عينه قال: "للأسف، هناك سمفونية لحنها الأمريكيون والإسرائيليون لدمج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتجاوز القضية الفلسطينية؛ فحصل تطبيع في الخليج وفي شمال إفريقيا"، في إشارة إلى المغرب. وواصل: "في الخليج، حاولوا إيجاد نظام أمني خليجي تقوده إسرائيل لمواجهة إيران وكأن هذه الأخيرة هي العدو، ونحن نحيي السعوديين الذين أدركوا أن هذا وهم وأن إسرائيل لا تريد مقاتلة إيران ولن تقاتلها لا من أجل أمن الخليج ولا من أجل استقراره"، في إشارة إلى التقارب السعودي الإيراني الأخير. وأضاف: "الاتكاء على إسرائيل أو حتى على الولاياتالمتحدةالأمريكية لتصير الصحراء مغربية أو جزائرية، أعتقد أن اللجوء إلى الإسرائيليين أو أن إسرائيل يمكن أن تكون مصدر قوة لأحد أو إضعاف أحد غير صحيح ولن يكون"، بتعبيره. وتابع: "أعتقد أن الموقف الجزائري بالاحتكام إلى الاستفتاء والحوار مع الأشقاء وإقصاء وإبعاد أعداء الجزائر والمغرب هو الخيار أو النهج الصحيح"، مضيفا: "عيب أن نستخدم إسرائيل كفزاعة، وهذا هو موقفنا". لعب خطابية علق عبد الحميد بن خطاب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط، على تصريحات المسؤول الفلسطيني بالقول إن "الكثير من المسؤولين الفلسطينيين، وفي محاولاتهم لمحاباة وإرضاء القادة والنظام الجزائريين، يسقطون في مثل هذه اللعب الخطابية". وأضاف المتحدث عينه أن "تصريحات وزير الشباب والرياضة الفلسطيني وعلى المسؤولية التي يتولاها فهي تلزمه وحده، فهي موقف شخصي لا يعكس المواقف الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فهو مجرد خطاب ظرفي جاء في سياق سياسة الود التي ينتهجها بعض المسؤولين الفلسطينيين مع الجزائر، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تحميله للسلطة الفلسطينية". وأوضح بن خطاب أن "مثل هذه التصريحات تندرج في سياق الزيارات الشخصية في بعض الأحيان لبعض القادة الفلسطينيين لدولة الجزائر، وبالتالي فهم مطالبون كسياسيين بتقديم بعض الخطب التي تخدم الطرف الجزائري، لا أقل ولا أكثر"، مبرزا أن "المواقف الرسمية تصدر عن الرئاسة الفلسطينية وعن القادة الرسميين لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين".