لم تتقبل الصحافة المصرية فوز "أشبال الأطلس" ببطولة كأس الأمم الإفريقية الأولمبية، متحججة بأوصاف من قبيل: "النقص العددي للفريق، وتأثير الجمهور، وحكم مهتز جدا، وأشياء لا علاقة لها بكرة قدم..."، في إشارة واضحة إلى غياب الروح الرياضية. وإذا كانت النتيجة خيبت آمال الإعلام المصري فإن تنظيم هذه البطولة القارية على الأراضي المغربية زاد البلاد إشعاعا قويا، وأبدى جاهزية واضحة لاستقبال أحداث أكبر. وفي هذا الإطار كتبت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" أن بطولة كأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 سنة التي احتضنها المغرب عرفت نجاحا تنظيميا كبيرا، يؤكد جاهزية المملكة لاحتضان بطولة الأمم الإفريقية سنة 2025. وقالت الوكالة ذاتها إن المغرب واصل إظهار قدرته الرائعة في مجال تنظيم المسابقات والأحداث الرياضية المهمة، في إطار سعيه إلى نيل ثقة "الكاف" لاستضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية "كان 2025′′، وكذلك لدعم ملفه المشترك رفقة إسبانيا والبرتغال للفوز بشرف تنظيم كأس العالم 2030. وبينما شهد التنظيم المغربي إشادة قوية فإن انتصار "أشبال الأطلس" المشرف لم يرق كثيرين، خاصة أنهم جردوا المنتخب المصري من اللقب الذي توج به في النسخة الماضية، رغم أن المنتخبين ضمنا التأهل إلى نهائيات الألعاب الأولمبية المزمع إجراؤها في باريس سنة 2024. وتحدث أشرف صبحي، وزير الرياضة والشباب المصري، عما أسماها "ظروفا" حددت النتيجة، قائلا عبر حسابه الشخصي على "فايسبوك" اليوم الأحد: "رجالة ولعبتو وشرفتو ..وصلتم لنهائي بطولة أمم إفريقيا وتأهلتم لأولمبياد باريس 2024′′، مضيفا: "لعبتم والظروف ضدكم وسوف نستقبلكم كأبطال". ونقل موقع "يلا كورة" تصريحات للبرازيلي روجيرو ميكالي مدرب المنتخب الأولمبي المصري، يتحدث فيها عن خسارة منتخبه بسبب "أشياء لا علاقة لها بكرة القدم"، على حد وصفه. وقال المتحدث ذاته: "استطعنا المواصلة رغم النقص العددي، وذلك جعلنا نشعر بأننا حققنا جزءا كبيرا من هذه البطولة. هناك أمور تحدث في كرة القدم لا يمكن أن نتحدث عنها بشكل مباشر. مبروك للمغرب التنظيم والبطولة، لكن التحكيم أحيانا لا يكون على ما يرام". أما صحيفة "المصري اليوم" فنقلت تصريحات لأحمد شوبير، حارس منتخب مصر الأسبق، قال فيها إن حكم المباراة الأخيرة "كان مهتزا جدا، وهو ما اتضح عندما طرد محمود صابر بعد مداولات طويلة مع طاقم حكام الفيديو المساعد (الفار)". وكتبت صحيفة "البلد نيوز": "خسرنا البطولة وكسبنا جيلا"، موردة أن "المنتخب الأولمبي لم يتأثر بصيحات 60 ألف مناصر لمنتخب المغرب في نهائي كأس أمم إفريقيا، وشكل خطورة حقيقية على دفاعات أسود الأطلسي حتى في ظل النقص العددي". وأضافت الصحيفة ذاتها: "أحرج لاعبو المنتخب الأولمبي محترفي المغرب في نهائي كأس أمم إفريقيا، وخاضوا أكثر من 100 دقيقة في ظل النقص العددي، ووصلوا إلى الوقت الإضافي وخسروا بشرف بهدفين مقابل هدف". من جهتها اعتبرت صحيفة "اليوم السابع" النتيجة "غريبة"، موردة: "في مفارقة غريبة، تكررت نتيجة اليوم 2-1 في جميع نسخ بطولة الأمم الإفريقية تحت 23 سنة منذ انطلاقها سنة 2011".