قال المفوض الأوروبي للبيئة، فيرجينيوس سيكيفيسيوس، إن "الاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنشاء مركز متوسطي للطاقة الخضراء خلال قمة مالطا الأخيرة، إضافة إلى الانتشار القياسي لمصادر الطاقة المتجددة في المنطقة وتعزيز العلاقات مع دول مثل المغرب وتونس، يمكن أن يصبح معه البحر الأبيض المتوسط مركزا رئيسيا للهيدروجين الأخضر". المسؤول الأوروبي ذاته أكد في حوار أجرته معه جريدة "مالطا أندبندنت"، الأحد، أن "الاتحاد الأوروبي ودول حوض البحر الأبيض المتوسط شريكان أساسيان في مواجهة تحدي الانتقال الطاقي والتحديات المناخية"، مضيفا أن "المنطقة تعرف توالي سنوات الجفاف وموجات الحرارة، وبالتالي فمن شأن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة أن يلعب أدوارا مهمة في التخفيف من آثارهما". وتفاعلا مع سؤال حول أهمية الشراكة مع دول شمال إفريقيا، أورد المفوض الأوروبي للبيئة أن "الاتحاد الأوروبي مستمر في التعاون مع عدد من البلدان، على غرار المغرب الذي أطلقنا معه مبادرة الشراكة الخضراء، وهي أول مبادرة من نوعها للاتحاد الأوروبي مع دولة شريكة، نهدف من خلالها إلى تعزيز الأبعاد الخارجية للاتفاق الأخضر من أجل أوروبا". وتابع فيرجينيوس سيكيفيسيوس قائلا: "من المتوقع أن تصبح هذه الشراكة مع المملكة المغربية نموذجا لشراكات مماثلة مع دول أخرى في القارة الإفريقية، حيث يتصدر المغرب قائمة الدول الطموحة في المجالين البيئي والمناخي". وواصل بأن "الشراكة بين بروكسيلوالرباط واحدة من أبرز خطط الاتحاد الأوروبي الاقتصادية والاستثمارية للأجندة الجديدة مع دول البحر الأبيض المتوسط، وقد خصصنا مبلغ 115 مليون دولار للمغرب في إطار برنامج الأرض الخضراء، منها 15 مليون دولار موجهة لتعزيز قدرة مرفق الغذاء على الصمود ودعم تدابير الاستجابة لتحسين الإنتاج الزراعي المغربي، بالإضافة إلى دعم المنتجين لتطوير ممارسات زراعية أكثر استدامة". يذكر أن المغرب والاتحاد الأوروبي التزما في أكتوبر الماضي بمذكرة تفاهم لتأسيس "الشراكة الخضراء"، وقع عليها كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية المفوض في سياسة العمل حول المناخ، فرانس تيميرمانس، من "أجل إرساء شراكة بين الرباطوبروكسيل في مجالات مكافحة التغيرات المناخية، والانتقال الطاقي، وحماية البيئة، والنهوض بالاقتصاد الأخضر والأزرق، إضافة إلى تعزيز انخراط القطاع الخاص في المجالات الخضراء"، وفق بلاغ للخارجية المغربية. وفي إطار هذه الشراكة، اعتمدت المفوضية الأوروبية برنامج "الأرض الخضراء" لدعم الفلاحة والغابات على المستوى الوطني مساهمة منها في الاستراتيجيتين الوطنيتين "جيل أخضر" و"غابات المغرب"، بقيمة مليار و213 مليون درهم، ل"تعزيز التنمية البيئية وتشجيع الابتكار في القطاعين الفلاحي والغابوي بالمملكة".