لا يتضمن التمرين السنوي "الأسد الإفريقي"، الجارية حالياً دورته التاسعة عشرة بسبْع مناطق مغربية، وفق تعليمات الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مناورات وتداريب عسكرية فقط، بل له من أنشطة الترفيه نصيب؛ كما جرت بذلك عادةُ كل دورة. وفي الهواء الطلق شهد مركز الاصطياف التابع للمنطقة الجنوبية بأكادير، مساء الجمعة، إحياء حفل موسيقي، نشَّط فقراته الموسيقية جنود عسكريون موهوبون من الفرقة 23 للجيش الأمريكي من الحرس الوطني لولاية يوتا الأمريكية. العرض الموسيقي، الذي امتد حوالي ساعة من الزمن، حضرَه مسؤولون عسكريون من القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي، فضلا عن عناصر من قوات بعض الدول المشاركة في مناورات وتمارين "الأسد الإفريقي 2023". وعلى أنغام الجاز وألوان موسيقية متنوعة، شنَّفَت الفرقة الموسيقية القادمة من غرب الولاياتالمتحدةالأمريكية أسماع الحاضرين بمقاطع وفواصل نالت استحسانهم وتصفيقاتهم. ورصدت جريدة هسبريس الإلكترونية تفاعلاً واسعاً وحماسيا من طرف الجمهور، الذي حيَّا أداء الفرقة الأمريكية المختصة في هذا النوع الموسيقي، المعروف بتأديته في الهواء الطلق. الرقيب الأول بالحرس الوطني الأمريكي لولاية يوتا، بِنْ جاكوبسون، قائد الفرقة الموسيقية التي أدت العرض مساء الجمعة بأكادير، قال في تصريح لجريدة هسبريس إن مهمته "تتمثل في العزف على البوق في انسجام تام مع أعضاء الفرقة". وأضاف جاكوبسون، بنبرة فرح لحضوره ومشاركته في أضخم مناورة عسكرية بالقارة الإفريقية، "نحن متحمسون جدًا لوجودنا هنا بالمغرب، وتبادل ومشاركة المقاطع والعروض والتعبيرات الموسيقية مع نظرائنا من الجيش المغربي الليلة". "لقد لعبنا للتوّ في فرقة "Jazz" ، سواء نسختنا من الفرقة الكبيرة أو الفرقة المتأرجحة"، يورد قائد الفرقة العسكرية الموسيقية الأمريكية، لافتا إلى أن "العرض دام ساعة تقريبًا وتخللته أنغام وألحان متنوعة المقاطع من الجاز". وختم قائلا: "العرض تضمن أيضا بعض ألحان موسيقى الروك وبعض ألحان الفانك، لكن المكان هنا جميل للغاية، وقد أنهيْنا الحفل للتو، وتمكنَّا من مقابلة بعض الموسيقيين المغاربة، الذين سنعمل معهم خلال الأسبوع المقبل. نحن ممتنون لوجودنا هنا ومتحمسون لمواصلة تواجدنا هنا". من جهتها، أكدت الرقيب كاثرين أدامز، التي تعمل تقنية للصوت بالفرقة، أن "فرقة الجاز أدت عرضها الليلة بشكل جيد". وقالت في معرض حديثها لهسبريس على هامش الحفل: "نحن متحمسون للغاية لوجود جمهور كبير. كما أننا سعداء لمشاركة بعض الموسيقى المفضّلة لدينا مع موسيقى الروك هنا. إنها أمسية ممتعة". يشار إلى أن فعاليات التمرين العسكري "الأسد الإفريقي" هذه السنة ستستمر بالتزامن في سبع مناطق مغربية، هي: أكادير وطانطان والمحبس وتزنيت والقنيطرة وبنجرير وتفنيت. وتشهد الدورة التاسعة عشرة مشاركة 18 دولة بحوالي 6000 جندي، في أكبر تدريب مشترك سنوي ل"أفريكوم". ومع توالي الدورات، استطاع "الأسد الإفريقي" أن يفرض نفسه كموعد سنوي يساهم في توطيد التعاون العسكري المغربي- الأمريكي، وتقوية التبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان من أجل تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.