أحيت فرقة «فري غروف» الموسيقية للجيش الأمريكي مؤخرا، بقصبة المهدية بالقنيطرة، حفلا موسيقيا، سافر بالجمهور عبر أنغام «ستيفي وندر» التي ميزت سنوات السبعينات. وغصت جنبات القصبة التاريخية بالمهدية، بأعداد كبيرة من الجمهور القنيطري الشغوف والمتحمس لأغاني الجاز الأمريكية، لمتابعة أغاني ورقصات أعضاء «فري غروف» الذين أتحفوا الحضور بمنوعات موسيقية سافرت به، لأزيد من ساعتين، إلى سنوات السبعينات من القرن الماضي. فعلى إيقاع البوب والجاز وموسيقى السول التي حمست الجمهور للتفاعل بشكل كبير مع الفرقة التي تفننت في عزف وغناء مميز، لمجموعة من المقاطع الموسيقية لفريق «أيرث ويند أند فاير»، وكذا أشكال موسيقية من الفونك والديسكو والبوب، وموسيقى أمريكا اللاتينية، والموسيقى الراقصة، وموسيقى الأفروبوب، وموسيقى «آر أند بي». وبين الفينة والأخرى، كانت تتعالى تصفيقات وصيحات الجمهور، في تجاوب عفوي وتلقائي مع معزوفات وغناء المجموعة التي ألهبت حماسهم وأمتعتهم بموسيقاها وحركاتها الجذابة. وقال عازف الغيتار في الفرقة الموسيقية، الرقيب سبان بنينغتون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الحفل، «نحتفل اليوم عبر الموسيقى بالعلاقات التاريخية بين المملكة المغربية والولايات المتحدةالأمريكية»، مضيفا أن الفرقة تسعد بإحياء مثل هذه الحفلات لتقريب الموسيقى الأمريكية من الجمهور المغربي. من جانبه، قال الكولونيل سكيب يونس عن مديرية التاريخ العسكري لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إن تنظيم هذا الحفل يأتي تخليدا للذكرى 80 للإنزال الأمريكي بسواحل المغرب سنة 1942 في إطار ما يعرف بعملية «المشعل»، مضيفا أن عملية المشعل أو عملية «طورش» تذكر بالدور الذي لعبه المغرب في الحرب العالمية الثانية. وأشار سكيب، في تصريح مماثل، إلى أن المغرب شارك في الحرب العالمية الثانية عبر إرسال أكثر من 85 ألف جندي مغربي إلى مختلف جبهات القتال بأوروبا، استجابة للنداء التاريخي الذي أطلقه السلطان سيدي محمد بن يوسف، لا فتا إلى أن تخليد ذكرى الإنزال تعد مناسبة قيمة للتذكير بروابط الصداقة التاريخية التي تجمع المغرب والولايات المتحدةالأمريكية التي تعود جذورها إلى نهاية القرن الثامن عشر. وفي تصريح مماثل، قال الملحق الصحافي بالسفارة الأمريكية بالرباط، جيروم شرمان، إن هذا الحفل الموسيقي في قصبة مهدية له دلالة تاريخية، مضيفا أن القصبة كانت من المواقع التي شهدت نزول الآلاف من الجنود من القوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية في إطار العملية العسكرية «الشعلة». وأكد شرمان أن هذه السنة توافق الذكرى الثمانين لعملية الشعلة وتوافق أيضا عودة أكبر مناورات عسكرية في إفريقيا «الأسد الإفريقي»، مشيرا إلى أن التزامن بين المناورات والاحتفال بتاريخ «الشعلة» يبرز الدور المهم للمغرب، الذي يعتبر حليفا محوريا للولايات المتحدة في إفريقيا، في الحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة. وتقوم الفرقة العسكرية الأمريكية الموسيقية «فري غروف» في الفترة ما بين 17 و 28 يونيو الجاري بجولة في المغرب، وذلك على هامش تمرين الأسد الافريقي 2022، وهي فرقة الجاز الأولى للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا وتتكون من جنود موسيقيين تم اختيارهم خصيصا لقدراتهم في الارتجال وأداء الجاز. وستقدم الفرقة سلسلة من الحفلات الموسيقية المجانية للجمهور المغربي، تمزج بين موسيقى الروك والبوب والجاز الأمريكي، وكذا حفلات على هامش التدريبات العسكرية للأسد الإفريقي والشراكة الأمنية الثنائية.