يتواجد في العاصمة المغربية الرباط رئيسا المجلس الأعلى للدولة والنواب في ليبيا خالد المشري وعقيلة صالح، من أجل التوقيع في بوزنيقة على القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية العام الجاري، التي جرى التوافق حولها. ويرتقب أن يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق الخاص بالقوانين الانتخابية في مؤتمر صحافي يترأسه المشري وصالح مساء اليوم الثلاثاء أو غدا الأربعاء، سيتوج به الفرقاء الليبيون أشغال هذه الاجتماعات التي دشنت في ال22 من شهر ماي الماضي. ووفق مصادر هسبريس فإن رئيسي المجلس الأعلى للدولة والنواب في ليبيا وصلا إلى الرباط قبل يوم من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق؛ والترتيب للإعلان عنه بشكل رسمي. وكانت اللجنة المشتركة قد أعلنت في اليوم الثاني من اجتماعها الملتئم ببوزنيقة، أنها توصلت إلى توافق كامل بخصوص النقاط الخلافية المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء مجلس الأمة. وأفادت بأنها نجحت في تحقيق توافق كامل بخصوص كيفية إشراك الأحزاب السياسية في انتخابات مجلس النواب عبر قوائم حزبية أو ترشيحات فردية. وأوضحت اللجنة أن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية سيكون وفق إجراءات متزامنة، وأن السلطة التشريعية القادمة ستتشكل من غرفتين، هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ، كما أشارت إلى أن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت لصياغة وضبط التشريعات الخاصة به. ودعت اللجنة إلى تشكيل حكومة موحدة تمهد للاستحقاقات الانتخابية في كل البلاد، قبل دخول قوانين الانتخابات حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن الواقع الليبي الحالي يفرض على الجميع تغليب المصلحة العليا على كل الحسابات الضيقة. جدير بالذكر أن احتضان المغرب للمفاوضات بين الفرقاء الليبيين ظل يشكل فأل خير على ليبيا، ويفضي في كل مرة إلى توافقات كبرى تعيد الأمل وتقرب وجهات النظر المتباينة في سبيل الوصول إلى حل نهائي للخلافات التي تؤججها التدخلات الخارجية وتستثمر فيها العديد من الأطراف التي لا ترى في مصلحتها تحقيق المصالحة التامة والنهائية.