بمجرد عبور بوابات كبرى منصوبة عند مدخل معرض "جيتكس إفريقيا موروكو" المنظم غير بعيد عن أبرز مآثر مراكش التاريخية، تتلقَّفُ الزائر سيارة مختلفة التصميم خضراء اللون اسمها "Neo" (نِيُو) في أول ظهور لها، اكتشفها المغاربة قبل أسابيع فقط عند استقبال ملكي لصاحب شركتها المُصنِّعة بالقصر الملكي بالرباط. وفق ما عاينته هسبريس، شهد فضاء عرض السيارة المغربية الأولى من نوعها إقبالا كثيفاً من طرف زوار مغاربة وأجانب، بعضهم مستثمرون ورواد أعمال ومسؤولون، عبّروا عن انطباعات الفخر والاعتزاز مرفقة بالانبهار؛ فيما اكتفى البعض بالتقاط صور تخلّد اللحظة مع السيارة. "نيو" تستأثر باهتمام الزوار لأول وهلة، يبدو أن السيارة المغربية، التي ستدخل مرحلة التسويق التجاري رسمياً خلال شهر يوليوز المقبل، استأثرت بقسط وافر من الاهتمام، خاطفةً فضول عدد من الزوار والمشاركين في أكبر حدث عالمي للتكنولوجيا والمقاولات الناشئة في نسخته الإفريقية–المغربية الأولى من نوعها. نسيم بلخياط، المدير المؤسس لشركة "نيو موتورز" المُصنِّع الحصري لأول سيارة مغربية ترى النور، قال إن "حدث استقباله الذي تم بالقصر الملكي في الرباط في 15 ماي المنصرم، سيكون تاريخ ميلاد لشركة نيو موتورز وعقد توثيق ازدياد السيارة المسماة [نيو]"، مؤكدا في تصريح لهسبريس "إحساسه بأنها سيارة لم تعُد بالغريبة عن المغاربة بعدما ألِفُوها واهتمّوا بمعرفة تفاصيلها واكتشاف مزيد عن خصائصها ومميزاتها، وهو ما نعمل عليه من خلال عرضها في جيتكس 2023". وعن دواعي حضور السيارة المغربية وشركته في معرض للتكنولوجيا "جيتكس إفريقيا موروكو"، رد المستثمر المغربي ذاته بأن شركته تعد عبارة عن أول مقاولة ناشئة صناعية (start-up industrielle)، لافتا إلى أن ما يميّز عمل شركته، "هو كيفية التفكير والتصميم والتطوير المبتكِر، بكل خفة ومرونة مع سرعة التنفيذ؛ وهي طرائق نعتمدُها تختلف عمّا تعمل به كبريات الشركات في القطاع". وتابع المتحدث شارحا: "مشاركتُنا في جيتكس تأتي لتقريب المغاربة من سيارة نيو التي أصبحت سيارتهم بصنع مغربي مائة بالمائة، بعدما ظلت لسنوات طيَّ العمل والتصنيع في سرية تامة"، مشيرا إلى أنه لمَسَ لدى الزائرين غيرة ورغبة قوية تجاه المنتوج المصنوع مغربياً، وأن عمليات الحجز والطلبيات بدأت تتم من أجل اقتنائها. "صنع في المغرب تعني الجودة" بفضاء عرض سيارته بمعرض جيتكس، لم يُخفِ بلخياط، في حديثه مع جريدة هسبريس الإلكترونية، فرحته العارمة بتقديمها، كاشفاً أن نظرته "بعيدة المدى في قطاع صناعة السيارات". وبنبرة الواثق الطَّموح، قال إن "تسويق سيارة نيو وطرحها لعموم المستهلكين، سيكون موجَّهاً ليس فقط نحو السوق المغربية، ولكن أيضاً إلى أسواق إفريقية واعدة لدينا فيها نسبة طلب كبيرة". "نتوفر في المغرب على أكبر منظومة صناعية للسيارات في إفريقيا، بحوالي 250 شركة بجودة كبيرة، مع مراكز للتأهيل والتدريب والتكوين في مهن السيارات، إضافة إلى مراكز بحثية وللتطوير، فضلا عن مناطق حرة للتسريع الصناعي"، يورد بلخياط، مشددا على أن "هذا ما يُرَغّب كبريات الشركات العالمية للتصنيع بالمغرب الذي يتوفر على أحسن منصة تنافسية بأفضل تكلفة (best cost)". وسجل أن "البزوغ عبر علامة صنع في المغرب في تصنيع السيارات وقطع غيار السيارات، جعل من الصناعة المغربية للسيارات تعني احترام الجودة". استهداف السوق الإفريقي كشف مُصنع "أول سيارة مغربية" في معرض إفاداته لهسبريس أن دخول السوق الإفريقية سيتم عمليا بدءا من العام المقبل (2024)، موردا أنه "سيتم الشروع في إنتاج سلسلة أوّلية تبلغ 500 سيارة نيو (pré-série) مرقّمة، قبل الشروع منذ شهر يناير 2024 في إنتاج سلسلة تسويق بمعدل 3000 أو 4000 سيارة في العام". وقال: "نيو موتورز عازمة على البدء في عمليات مبيعات لسياراتها التي سترون أكثر من 500 منها في الشوارع المغربية خلال الأشهر المتبقية على متم هذه السنة، قبل التحقق من سيرورة صناعية تسمح بالشروع في إنتاج وتسويق 300 سيارة شهرياً"، خاتماً بأن الاستقبال الملكي "يشكل حافزا للرفع من القدرة الإنتاجية للمعمل، وهو ما يسمح لنا بالحلم كبيراً وبأن نُنْتِج بشكل كبير كذلك".