يبدو أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها عدد من مناطق المملكة لم تنعكس بالشكل المطلوب على مستوى المخزون المائي للبلاد، إذ كشف آخر تحيين لوضعية حقينة السدود، نشرته وزارة التجهيز والماء أمس الجمعة، أن نسبة ملء السدود بلغت 32,3 بالمائة، مقارنة ب33,3 التي سجلت خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ما يؤكد المنحى التراجعي للموارد المائية بالبلاد. وبلغ حجم المياه المخزنة في مختلف سدود المملكة البالغ عددها 62 سدا حوالي 5 مليارات و208 ملايين متر مكعب هذه السنة، مقارنة ب5 مليارات و382 مليون متر مكعب العام الماضي، من أصل 16 مليارا و122,6 مليون متر مكعب كطاقة استيعابية إجمالية للسدود المشيدة حتى الآن. وتفيد الأرقام المعلنة بأن حقينة السدود الأربعة الكبرى بالمملكة تعرف تراجعا مخيفا، إذ إن سد الوحدة الذي يعد الأكبر في البلاد، بطاقة استيعابية تبلغ 3 ملايير و522,3 مليون متر مكعب، سجل نسبة ملء تقدر ب56,5 بالمائة فقط، أي ما يناهز مليارا و988,6 مليون متر مكعب، هذه السنة، مقابل مليار و960 مليون متر مكعب خلال 2022، محققا بذلك تحسنا بسيطا. أما سد المسيرة فعرف تراجعا كبيرا قاربت نسبته 50 بالمائة مقارنة مع السنة الفارطة، إذ إن السد الذي تبلغ طاقته الاستيعابية مليارين و657 مليون متر مكعب لا تتعدى نسبة الملء فيه 3.6 بالمائة فقط، أي 95,3 مليون متر مكعب، وهي النسبة الأضعف مقارنة مع باقي السدود الكبرى، في وقت سجل السنة الماضية نسبة ملء بلغت 7.4 بالمائة، أي حوالي 174 مليون متر مكعب. من جهته، حقق سد بين الويدان الذي تقدر سعته بمليار و215 مليون متر مكعب نسبة ملء بلغت 18,5 بالمائة، محققا انتعاشة بسيطة مقارنة بالعام الماضي، إذ كانت نسبة الملء خلال هذه الفترة من السنة لا تتعدى 12.9 بالمائة، أي 156 مليون متر مكعب، في مقابل 225 مليون متر مكعب التي سجلها هذه السنة. فيما بلغت نسبة ملء سد إدريس الأول، وهو خامس أكبر سد بالمملكة، بطاقة استيعابية تقدر بمليار و129,6 متر مكعب، 24,3 بالمائة، بمخزون يصل إلى 274,8 مليون متر مكعب، إذ تراجع بشكل كبير مقارنة مع السنة الماضية، إذ كانت نسبة ملئه تقدر ب45,8 بالمائة، أي ما يعادل 516,9 مليون متر مكعب، وهو المعطى الذي يعكس حقيقة الوضع المائي المتراجع في المملكة.