أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة حقينة السدود على الصعيد الوطني بشكل طفيف، مستفيدة من تسجيل بعض السدود شمالي البلاد نسبة ملء بلغت مائة بالمائة؛ لكنها لم تصل إلى المستوى المسجل السنة الماضية. وإلى حدود اليوم الإثنين بلغت نسبة ملء السدود 31.8 بالمائة، بإجمالي يقدر بخمس مليارات و128.8 ملايين متر مكعب. وفي مقابل كان احتياطي اليوم نفسه من السنة الماضية يبلغ خمس مليارات و465.9 ملايين متر مكعب، من إجمالي طاقة استيعابية تقدر ب16 مليار و122.6 ملايين متر مكعب. وبلغت نسبة ملء عدد من الأحواض مائة بالمائة، ويتعلق الأمر بكل من سد النخلة وسد شفشاون وأيضا الشريف الإدريسي، ثم سد باراج وادي زا وأيضا بوجودة، وهي جميعها سدود طاقتها الاستيعابية صغيرة جدا، أكبرها لا يتجاوز 122 مليون متر مكعب. وعرفت السدود الكبرى نسبة ملء مهمة أيضا، من قبيل سد الوحدة، أكبر سدود المملكة الواقع بإقليم وزان، الذي تصل قدرته الاستيعابية إلى ما يفوق 3 مليارات و500 مليون متر مكعب، إذ بلغت نسبة ملئه 57.7 بالمائة، باحتياطي يبلغ مليارين و30 مليون متر مكعب. وبلغت نسبة ملء سد وادي المخازن 82,1 بالمائة، باحتياطي 552,5 مليون متر مكعب، فيما نسبة ملء سد إدريس الأول بلغت 25.6 في المائة، باحتياطي 288.7 ملايين متر مكعب. بينما باقي السدود لم تسجل نسبة ملء مهمة، كسد بين الوديان الذي لم يعرف سوى 11,8 بالمائة، بمخزون 143 مليون متر مكعب. ومازال ثاني أكبر السدود في البلاد يعرف شحا ملحوظا، ويتعلق الأمر بسد المسيرة، الذي لم تتجاوز نسبة ملئه 5.6 بالمائة، بمخزون 148.6 ملايين متر مكعب. ويوضح المختصون أن المعطيات المائية تعرف تغيرات بحسب الظروف المناخية السائدة والاضطرابات المفاجئة التي قد تحدث تعويضا نسبيا. وسبق أن أكد علي شرود، الخبير المناخي، في تصريح سابق لهسبريس، أن "المواطن لا يجب أن يتفاءل بالكامل لأن إشكالية الماء مستمرة"، وزاد شارحا: "نسبة ملء السدود هي الاحتياطي الذي يضمن نسبة الاكتفاء الذاتي للمواطن، وبالتالي يعني تراجعها دق ناقوس الخطر". وطالب شرود بخطة استباقية لعدم تأزم الوضع أكثر، والعودة إلى مستويات ندرة المياه الشديدة، مشددا على أن "أي تبذير للمياه ينعكس بطريقة غير مباشرة على الأمن الغذائي، إذ جميع الفلاحات تعرضت لأزمات بفعل تأخر التساقطات".