صيف حارق ينتظر المملكة، مع توقعات أزمات عطش في عدد من مناطق البلاد، خاصة مع التغيرات في أحوال الطقس التي شهدتها، وأيضا تراجع نسبة ملء حقينة السدود. وإلى حدود اليوم الإثنين بلغ مستوى ملء حقينة السدود 33 في المائة، في وقت كانت خلال اليوم نفسه من العام الماضي تبلغ 50.1 في المائة؛ فيما انتقل احتياطي ملء السدود من 8 مليارات و57 مليون متر مكعب إلى 5 مليارات و319 مليون متر مكعب. "الوحدة"، أكبر سدود المملكة، الواقع بإقليم وزان، الذي تصل قدرته الاستيعابية إلى ما يفوق 3 مليارات و500 مليون متر مكعب، بلغت نسبة ملئه اليوم 55 في المائة، في وقت كان السنة الماضية عند 73.5 في المائة، فيما ثاني أكبر السدود، وهو "سد المسيرة"، لم تتجاوز نسبة ملئه 7.1 في المائة. وفي هذا الإطار قال الخبير المناخي علي شرود إنه "من المؤكد أن البلاد ستشهد الصيف المقبل أزمات عطش"، مؤكدا ضمن تصريح لهسبريس أن "هناك نقصا تدريجيا حسب المناطق، جبالا أم سهولا أم هضبات؟". وأوضح شرود أن "أزمة العطش تعني أن هناك ندرة في المياه"، مردفا: "هناك عوامل مناخية أثرت على الفرشة المائية من جهة، وحقينة السدود من جهة ثانية؛ ناهيك عن الوديان التي استنزفت". وأفاد الخبير المناخي بأنه طيلة فترة من السنة الحالية "لم تتعد حقينة السدود على المستوى الوطني 30 في المائة، ورغم التساقطات التي شهدتها البلاد خلال فترة وجيزة من العام إلا أنها لم تعوض النقص الحاد الحاصل"، وتابع: "الموارد المائية مصادرها الأمطار والثلوج التي تغذي الفرشة المائية، وبالتالي إذا ما كان هناك أي تغيير مناخي ولو تدريجي مع ارتفاع درجات الحرارة الذي شهدته المنطقة من جهة وتأخر التساقطات من جهة ثانية، وأيضا قلتها، فهذا يعني تراجع الاحتياطي". كما شدد شرود على أن "المغرب يعرف تغيرات في الطقس ستعطي ندرة في المياه"، مؤكدا أن "هناك احتياطيا من الماء يجب الحفاظ عليه وحسن تدبيره، بداية بالمواطن، ومرورا بتوزيع عقلاني للمياه، ثم تحديد الصبيب بحسب الحاجيات وحسب المناطق والكثافة السكانية". وسبق أن نبّه نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إلى خطورة الجفاف بقوله إن "نصيب الفرد من الماء في المغرب لا يتجاوز 600 متر مكعب سنويا، بينما يقدر المعدل العالمي ب1000 متر مكعب للفرد"، مشيرا إلى أن "بعض المناطق في المغرب لا يتجاوز فيها نصيب الفرد من الماء 300 متر مكعب".