كشف عبد الصمد بنشريف، مدير قناة الخامسة "المغربية"، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، عن مشروع ضخم سيتيح للقناة أن تكون "قناة إخبارية دولية بمخطط إعلامي هجومي، محدد الأهداف والرسائل، قصد التصدي للمؤامرات وحملات التضليل التي يقوم بها خصوم المغرب وأعداء مصالحه". ودعا بنشريف، في حوار مع هسبريس ينشر بالصوت والصورة قريبا، إلى "ضرورة تطوير الإعلام العمومي، وعدم إقصاء أي طرف مجتمعي منه"، مؤكدا أنه "من حق الملكية والدولة والأحزاب أن يكون لهم رأيهم في الإعلام، كما من حق المجتمع المدني أن يكون له رأيه هو الآخر، من أجل الدفع بالإعلام العمومي للأمام". واعتبر الإعلامي ذاته أن "المغاربة محتاجون لقناة إخبارية تضع المغرب في قلب وعمق المشهد السمعي البصري"، مسجلا أن "هناك صعوبة كبيرة في ترجمة تحويل "المغربية" إلى قناة إخبارية، كما أن هناك إشكالا في تطبيق دفاتر التحملات بمجمل القطب العمومي". وشدد بنشريف في ذات الحوار على أنه "إذا كان المغرب يشكل نموذجا استثنائيا في المنطقة على المستوى السياسي، وفي العديد من المجالات، فإنه من الضروري أن يطلق مشاريع إعلامية سباقة ورائدة"، مبرزا أن "حالة التردد والخجل التي تطبع المشهد الإعلامي الوطني غير مفهومة". ونبه مدير قناة المغربية في هذا السياق إلى "أنه يحدث في الدول المنغلقة سياسيا توجس في التعاطي مع الحقل الإعلامي العمومي"، معتبرا أن النظرة إليه تتجه إلى "أن يكون أداة للتحكم والضبط وصناعة الرأي بالطريقة التي يفهمها الحكم، وهذه الطريقة أصبحت متجاوزة". "الآن يجب أن ندرك أن التلفزات العمومية متجاوزة، لأن الفضائيات استطاعت أن تخترق البيوت والعقول تصل حد إسقاط الأنظمة"، يورد بنشريف الذي دعا إلى ضرورة "الانتقال إلى التلفزيون المبدع المبتكر الذي يعطي الكلمة للجميع دون إقصاء أو استثناء، ويتعامل مع الأحداث بمهنية". وأبدى بنشريف استغرابه من كون "الإعلام هو الوحيد الذي لم يتحرك في ظل الحراك الذي شهده المغرب"، معتبرا أنه حتى "عندما صدرت دفاتر التحملات ظل الإعلام جامدا"، ليؤكد في هذا الاتجاه جوابا على سؤال لهسبريس حول الجهة التي لا تريد للإعلام العمومي المغربي أن يتطور، بالقول "والله لا أعرف، ولا أستسيغ أن هناك جهة أو شخصا أو جيبا ما مقتنع بأنه يجب أن يكون الإعلام على هذه الصورة التي هو اليوم عليها".