استقبل النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، الثلاثاء بمقر المجلس، Alfredo Pacheco، رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الدومنيكان الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب على رأس وفد برلماني هام من تيارات سياسية مختلفة. وأجرى الجانبان، خلال هذا الاستقبال، مباحثات وُصفت ب"المثمرة"، وكانت مناسبة ل"تأكيد الرغبة الملحة التي تحذو البلدين في تعزيز علاقاتهما الثنائية، وإعطاء زخم جديد لتعاونهما الثنائي في مختلف الميادين، مع إيلاء البعد البرلماني المكانة التي يستحقها في مواكبة ورعاية هذه العلاقات". وفي هذا الصدد، عبر رئيس مجلس المستشارين عن ارتياحه ل"المستوى الطيب للعلاقات السياسية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الدومينيكان منذ سنة 1960′′، مذكرا بالزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى هذا البلد الصديق عام 2004، التي كان لها الوقع الإيجابي في تعميق الخيار الإستراتيجي للمملكة لتقوية التعاون جنوب-جنوب، وكذا تطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية التي تحظى بتتبع مهم من لدن اللجنة الثنائية المشتركة المغربية الدومينيكانية. وشدد النعم ميارة على "أهمية تعزيز التعاون البرلماني لتحفيز المجهودات الحكومية، وكذا تسريع وتيرة تبادل الخبرات والتجارب وتنسيق المواقف في المحافل البرلمانية الدولية"، مركزا في هذا الإطار على الأدوار الهامة التي ينهض بها مجلس المستشارين في الدبلوماسية البرلمانية وسعيه الجاد إلى توطيد الحوار جنوب-جنوب، ودعم الدبلوماسية الرسمية للمملكة بما يرسي أسس السلم والاستقرار في العالم. وفي معرض ذلك، ذكّر ميارة ب"الدينامية المتميزة لمجلس المستشارين وإسهاماته الكبيرة على مستوى تنشيط الحوار السياسي والبرلماني وتكريس التعاون بين المؤسسات البرلمانية لدول الجنوب، خاصة من خلال مشاركته الوازنة في أعمال المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية 'أفرولاك'، ومنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية في أمريكا الوسطى وحوض الكارايب والمكسيك 'الفوبريل'، وبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب 'البارلاتينو'، الذي سيحضر اجتماعه ببنما في غضون شهر ماي المقبل، حيث سيتم تدشين التوسعة الجديدة لمكتبة محمد السادس بمقر هذا التجمع البرلماني الهام". كما أشار المتحدث، في السياق نفسه، إلى "ترؤس مجلس المستشارين في شخص رئيسه رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، وكذا الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط؛ وهي مسؤوليات تزكي طموحه إلى ترسيخ التعاون متعدد الأطراف بين دول الجنوب والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم، وغيرها من القيم التي تشكل مرتكزات أساسية للعمل البرلماني في المغرب". وفي موضوع الوحدة الترابية للمملكة، أشاد النعم ميارة بموقف جمهورية الدومنيكان التي تعترف بنجاعة مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لإيجاد تسوية سياسية نهائية لهذا الخلاف الإقليمي، معبرا، بصفته واحدا من أبناء الأقاليم الصحراوية، عن سعادته الغامرة بكون جمهورية الدومنيكان واحدة من الدول العديدة التي تعترف للمغرب بأحقيته في أقاليمه الجنوبية. ومن جانبه، حرص Alfredo Pacheco، رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية الدومنيكان، على التعبير عن إعجابه بدينامية التنمية والتطور التي تعرفها المملكة المغربية، بفضل الدور الريادي للملك محمد السادس، مؤكدا أنه "من المهم جدا العمل على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تجاوزت 60 سنة". وأشار المتحدث ذاته إلى أن زيارته الحالية "تأتي لتأكيد العهد وتجديد الالتزام بدعم هذه العلاقات وتنميتها، وكذا البحث عن الإمكانيات والفرص الممكنة لإبرام اتفاقيات جديدة تعزز الإطار القانوني للتعاون الثنائي، خاصة بالنظر إلى الموقع الإستراتيجي الهام للبلدين الذي يجعل من المغرب بوابة نحو إفريقيا والعالم العربي، ومن جمهورية الدومنيكان منصة ولوج لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي". ومن جهة أخرى، نوه Alfredo Pacheco بالحضور البرلماني المغربي الفاعل مع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وتكتلاته البرلمانية، مشيدا بعملية توسعة مكتبة محمد السادس بمقر تجمع "البارلاتينو"، كما أعرب عن يقينه بأن من شأن هذا الحضور المتميز أن يعزز وجهة نظر المغرب بخصوص قضية الصحراء، مجددا تفهمه الموقف المغربي من وحدته الترابية وسيادته الوطنية. ودعا Pacheco رئيس مجلس المستشارين إلى القيام بزيارة عمل لجمهورية الدومنيكان في أقرب الآجال من أجل مواصلة الحوار البرلماني الثنائي، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، كما هو الشأن بالنسبة لتشجيع مشاريع التوأمة بين المدن في البلدين، وهو اقتراح تقدم به النعم ميارة رغبة منه في تقوية التبادل الثقافي والسياحي والاستفادة المتبادلة من تجارب تدبير الشأن المحلي. يشار إلى أن هذا الاستقبال حضره محمد حنين، الخليفة الأول لرئيس المجلس، والأسد الزروالي، الأمين العام للمجلس، وسعد غازي، مدير العلاقات الخارجية بالمجلس.