كوستاريكا في سطور: "" تقع جمهورية كوستاريكا في أمريكا الوسطى ، احتلتها إسبانيا سنة 1563م ، واستقلت سنة 1821م وسيطرت عليها المكسيك سنة 1823 ثم انفصلت عنها بعد حروب طاحنة سنة1848م ، نشبت فيها حروب أهلية عام 1948 ، فسيطر الجيش على الوضع ، ومن تلك الحقبة توالت على حكم البلاد عدة حكومات ن وفي عهد الرئيس "دانيال" توترت العلاقات بين جمهورية كوستاريكا ونيكاراكوا، الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب بينهما ذهب ضحيتها الآلاف من الجانبين، وهي الجمهورية الصغرى بعد السلفادور في دول أمريكا الوسطى ، يحدها بالشرق البحر الكاريبي ، وبالغرب المحيط الهادي ، وبالشمال جمهورية نيكاراكوا ، أما في جنوبها تحد بها بنما . ثلث أراضيها مغطاة بغابات استوائية ، جل سكانها من الإسبان والهنود ، إلى جانبهم قلة من الزنوج ، وأقلية من الهنود الأمريكيين ..وأهم غلاتها الفلاحية البن، وقصب السكر،والموز،والأرز ،والذرة..وأغلب ثرواتها الحيوانية من الأبقار، هذا إلى جانب إنتاج الأخشاب ، كما يوجد فيها بعض المعادن ، منها الذهب والحديد .. الجالية المسلمة في كوستاريكا يقدرععد سكان الجمهورية بحوالي 5 ملايين نسمة بالإضافة إلى مليون لاجئ من نيكاراكوا منذ الحرب الصندينية عام 1982م. بدأت هجرة المسلمين والعرب إلى كوستاريكا حوالي 70 سنة ؛ حيث وصلت بعض العائلات الهندية المسلمة ، وكذلك في السبعينات وصلت عائلات فلسطينية ومغربية وجزائرية...وعدد هؤلاء اليوم يزيد عن 100عائلة ، كما أن هناك عائلات من إيران ومدغشقر، وأوغاندا..قد يصل عددهم اليوم إلى 70 أسرة ، وفي هذا السياق ونحن نبحث عن وجود الأسر المسلمة المنسية في هذه البلاد البعيدة يقول الأمين العام للمركز الثقافي الإسلامي بكوستاريكا الأستاذ عبد الفتاح سعسع، بأن المركز الثقافي الإسلامي قد سجل رسميا سنة 1994؛ حيث تم تسجيله رسميا في الدولة ، وكنا قد اشترينا قطعة أرض صغيرة، وأنشأنا عليها مصلى ، وكنا نصلي فيها أيام الجمعة والتراويح والعشاء في شهر رمضان، وفي العام الموالي من تأسيس المركز ابتعثت لنا المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" شيخا فاضلا من المملكة المغربية ؛ حيث أصبحت اليوم تقام الصلوات الخمس في المسجد الموجود في الطابق الثاني للمركز، كما بنينا غرفا لتغسيل الموتى وحمامات للرجال والنساء ، بالإضافة إلى مكتب الشيخ، وفي خلف البناية يوجد مسكن الشيخ المكون من غرفتين نوم وصالة ومطبخ وحمام ، وقد أقام ببنائهما أحد المحسنين في كوستاريكا،كما قمنا بشراء قطعة أرض في مقبرة الدولة تكون خاصة لموتى المسلمين، ويضيف الأستاذ سعسع متأسفا بأن جمهورية كوستاريكا هي أول بلد في العالم نقل سفارته من تل أبيب إلى القدس الشريف ، كما اعترفت بالقدس عاصمة أزلية لليهود ، لهذا فإن أغلب الدول العربية والإسلامية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع كوستاريكا، الأمر الذي زاد في الطين بلة، ومن وجود المسلمين في هذه البلاد قتامة؛ لهذا نحن نتسابق مع الزمن بمفردنا للرد على أكاذيب المغرضين وتهم الصحف الموالية لأعداء الإسلام والمسلمين ، ومن أجل هذا كثفنا نشاطاتنا في الصحف الوطنية والتلفزيون والإذاعات لشرح الإسلام للناس الذين يحبون التعرف عليه ، كذلك منذ عام 1982م أدخلت اللغة العربية كلغة رسمية في كلية اللغات بكوستاريكا.. فبعض الإحصائيات تقدر عدد العرب الذين قدموا من الدول العربية وبلاد الشام ب: 3 آلاف نسمة ، وعدد المسلمين بينهم قليل جدا ربما يصل إلى 500 مسلم ، وأغلبهم يوجد في مدينة إسكازو، وسان بدرو، وفي العاصمة "سان خوسي"..كما يوجد في كوستاريكا عدد لابأس به من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية والعربية ، بالإضافة إلى المصليات والنوادي الترفيهية. العلاقة المغربية الكوستاريكية هناك علاقة طيبة بين جمهورية كوستاريكا والمملكة المغربية منذ سنين عدة ، وازدادت متانة في عهد جلالة الملك محمد السادس ، لما له من حكمة ونباهة وتواضع جم يجعله محبوبا من قبل الشعوب والحكام ، ففي الأشهر الماضية نقل وزير الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري رسالة تعزية من جلالته إلى الشعب الكوستاريكي، يقدم لهم من خلالها تعازيه الحارة الصادقة القلبية بسبب الزلزال الخطير الذي طرب بعض مدن كوستاريكا ، وأوضح الأستاذ الفاسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بعد الاستقبال الذي حظي به من قبل الرئيس "أوسكارأرياس" أن جلالة الملك يجدد تعازيه ومشاعر المواساة والتضامن مع شعب كوستاريكا الطيب على إثر الزلزال الذي ضرب البلد..وفي هذا الشأن أكد وزيرا لشؤون الخارجية الكوستاريكي "برونوستاغنو" تضامنه المطلق مع المملكة المغربية في قضية تسوية أقاليمه الصحراوية في إطار الأممالمتحدة بروح من الواقعية ، مبرزا أن علاقة كوستاريكا مع الجمهورية الصحراوية المزعومة تظل " مجمدة وينبغي أن تبقى كذلك" إلى غاية نهاية مسلسل المفاوضات. وأثناء اللقاء الذي جمع بين وزير خارجية الكوستاريكي ونظيره المغربي بالعاصمة "سان خوسي" بتاريخ 29/01/2009. بحث الطرفان بالأساس آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري وتنمية العلاقات بين البلدين ، فالمباحثات التي أجرت بين الوزيرين شكلت أيضا مناسبة لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية، كإصلاح مجلس الأمن أو بعض الأزمات التي تعيشها القارة الإفريقية ، كأزمة دارفور، إضافة إلى موضوع الصراع العربي-الإسرائيلي ، وجدد السيد الفاسي الفهري بهذه المناسبة تقدير المغرب لقرار جمهورية كوستاريكا نقل سفارتها بإسرائيل من القدس إلى تل أبيب، مؤكدا على أهمية انعكاسات هذا القرار على تطور العلاقات بين كوستاريكا والعالم العربي ، وبالتالي ستعود بالإيجابية على الأقلية المسلمة في هذه البلاد ؛ علما بأن كوستاريكا كانت قد اعترفت بالقدس عاصمة أزلية لإسرائيل؛ مما دفع بالعالم العربي والإسلامي قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية معها ، وبهذا ستكون الدبلوماسية المغربية الموجهة من جلالة الملك محمد السادس قد أحيت هذه العلاقة العربية الكوستاريكية الميتة ، منذ مايزيد عن 18 سنة ، ذهب من خلالها الكثير من المصالح الجوهرية للأقلية المسلمة وللدول العربية في هذه الجمهورية الجميلة. *رئيس مؤسسة الإمام مالك للأوقاف والشؤون الإسلامية لأمريكا اللاتينية [email protected]