في لقاء هو الرابع من نوعه منذ تنصيب الحكومة الحالية، عقدت هيئة الأغلبية الحكومية اجتماعاً مطولا ومغلقاً إلى وقت متأخر من ليلة الخميس-الجمعة، بحضور وزراء ورؤساء الفرق البرلمانية لأحزاب الأغلبية، فضلا عن برلمانيين، والأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري محمد جودار. وخلص الاجتماع، الذي انطلق بعد موعد الإفطار بساعتين تقريبا إلى حدود الساعات الأولى من يومه الجمعة 14 أبريل الجاري، بالمقر المركزي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط، إلى "تجديد تأكيد تماسك مكونات الأغلبية الحكومية رغم ظرفية الأزمات والصدمات"، وفق تعبيرات متطابقة وردت على ألسن زعماء أحزاب الأغلبية الثلاثة في ندوة صحافية أعقبت اجتماعات مغلقة ومتزامنة. أخنوش: "متماسكون رغم إرث المشاكل الثقيل" في كلمة له أمام وسائل الإعلام الحاضرة، اعتبر عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، قائد التحالف الحكومي، أن "الأغلبية بمكوناتها الثلاثة سواء من داخل القطاعات الوزارية أو عبر فُرقها البرلمانية ومكاتبها السياسية تابعت موضوع التضخم الراهن، لاسيما ما بصم الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان"، مشددا على أن "التدابير الحكومية لمواجهة ارتفاع الأسعار بدأت تعطي ثمارها". وعن تفاصيل الاجتماع الموسع لأحزاب الأغلبية بحضور مكاتبها السياسية وفرقها النيابية، أكد أخنوش أن "معظم المشاكل التي تواجهها الحكومة الحالية تظل موروثة؛ خاصًّا بالذكر إشكالية شحّ الماء الذي يجرّ وراءه قصة طويلة"، وفق تعبيره. وأضاف رئيس الحكومة: "خلال الأيام الأخيرة جرى تقديم شروح في ما يخص المنتجات الفلاحية، لاسيما في ظل شح التساقطات وارتفاع أسعار المُدخَلات الفلاحية التي تضاعفت بشكل كبير (على الأقل مرتين أو ثلاثا مقارنة مع أسعارها السابقة)". الاجتماع شكّل، يضيف رئيس التجمعيين، "مناسبة لمناقشة عدد من المواضيع والبرامج الحكومية، وشرح موقف الحكومة للبرلمانيين، خاصة في ظل الظرفية الحالية التي نمر منها خلال شهر رمضان؛ فضلا عن التذكير بالبرامج والإجراءات التي تهم المواطنين، لاسيما ما يتعلق بالتضخم وارتفاع الأسعار". وزاد أخنوش شارحاً: "الأغلبية البرلمانية متماسكة بدورها وهي تتابع عمل الحكومة، كما أنها تسندها دون شروط في تنزيل برنامجها الحكومي والتزاماتها مع المواطنين، لاسيما الدولة الاجتماعية عبر قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل والاستثمار". كما شدد رئيس "هيئة الأغلبية" على أن "الظروف الصعبة والمشاكل المطروحة لم تحُل دون تعبئة الحكومة لتنزيل برنامجها الحكومي على الوجه المطلوب، والوفاء بالتزاماتها مع المواطنين"، مؤكدا أن "فرق الأغلبية البرلمانية أبدت استعداداً لمواكبة مجهودات الحكومة وللتواصل بشأنها مع المواطنين"، وزاد: "كما أننا بصدد إخراج مشاريع إصلاح هامة في قطاعات العدل والاستثمار والصحة وإنعاش التشغيل". "الحكومة تواصل عملها بجدّية بأفق ورؤية واضحين لمواجهة الأزمات ومعالجتها، سواء تلك الحقيقية التي نتفاعل معها، أو المصطَنعة التي نتجاوب أيضاً معها"، يورد أخنوش، مسجلا "دعم رؤساء الأغلبية للحكومة حتى تنجح في بلوغ النتائج المنتظرة منها وفق أحسن الظروف"، خاتماً: "المشاكل موروثة ونحاول في بضعة أشهر أن نجد لها حلولاً، خاصة تحويل ونقل المياه ومشاريع الري، فضلا عن مشاريع خاصة بالعدل والتشريع وغيرها، لذلك الأفق واضح والأزمات نعالجها". وهبي: "نحن الآن أقوى من الماضي" من جهته، أبرز عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن لقاءات الأغلبية الحكومية لم تتوقف في ظل "حكومة وأغلبية منسجمة تشكل قوة موحدة"، وأضاف موضحاً: "نلتقي كقادة للأغلبية باستمرار؛ وهذا لقاء لتجديد التوصل مع الإعلام، مع التأكيد على أن المشاكل طبيعية في المسار السياسي لأي حكومة". وتابع وهبي شارحا خلال كلمته التي أعقبت الاجتماع: "نواجه هذه المشاكل وفق التزاماتنا وكذلك وفق ميثاق الأغلبية"، وزاد: "سنستمر في تحمّل مسؤولياتنا كاملة بالشكل الذي ينتظره منا المواطنون وجلالة الملك". وفي نبرة رد قوية على خرجات بعض أطياف أحزاب المعارضة مؤخرا، أورد أمين عام "البام": "كل ما تسمعونه منا نحنُ الثلاثة هو الحقيقة، وما خارجه ليس صحيحاً؛ بل أؤكد لكم أننا أقوى مما كنا في الماضي، وسنستمر في خدمة البلد بهذه الحكومة، لأن ذلك مفخرة لنا ومصدر اعتزاز". وأردف زعيم "حزب الجرار": "اليوم نريد التأكيد على أن المشاكل اللي كاينين هي مشاكل طبيعية؛ وسنواجهُها بتحالفنا واحترامنا لالتزاماتنا ولميثاق الأغلبية". بركة يتعهد ب"دعم الأسر المعوزة" "اللقاء كان فرصة لإثارة النقاش والتفاعل مع برلمانيي الأغلبية، وعرض الإصلاحات التي تقوم بها الأغلبية"، الكلام هنا للأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة. وأوضح بركة: "نحن متشبثون بالبرنامج الحكومي وبالتزاماتنا مع المواطنين رغم الصعوبات. هذه الأغلبية منسجمة ولديها إرادة قوية لمواجهة الإشكاليات"، وتابع: "نعمل على مواجهة الظرفية وعلى استدراك التأخر الحاصل في المشاريع، وأتينا بمقاربة تحمل حلولا مهيكلة لخدمة المواطنين، والتخفيف من عبء التضخم الناجم عن الأزمات الخارجية والجفاف". أمين عام "الاستقلال" كشف ضمن حديثه بعد الاجتماع الموسع أن "رئيس الحكومة أكد خلال الاجتماع أن جزءا من الأوراش الملكية تحققت، لاسيما تلك المتعلقة الحماية الاجتماعية"، مضيفا: "سنحقق الجزء الآخر المرتبط بتقديم الدعم المباشر للأسر المعوزة، وسيتم إخراج السجل الاجتماعي الموحد". واستطرد بركة: "كلنا ثقة لمواجهة هذه الأزمات، وثقة في المواطنين لتفهم هذه الإشكاليات والتفاعل الإيجابي مع الإصلاحات التي نخوضها في كل المجالات"، معتبرا أن "كل ذلك في مصلحة المواطن". وأجمل المتحدث ذاته: "في الواقع نريد التأكيد على أننا متشبثون بالبرنامج الحكومي رغم الصعوبات والتقلبات المناخية الناتجة عن صدمات وأزمات دولية. كما أن التحالف الحكومي منسجم والأغلبية لها إرادة قوية لمواجهة تلك الأزمات، وفق مقاربة واضحة". يشار إلى أن اجتماعات الأغلبية تخللتها لقاءات جمعت رؤساء الفرق البرلمانية، لمدارسة العمل البرلماني قبيل افتتاح الدورة الربيعية اليوم الجمعة 14 أبريل 2023. قبل أن يتم عقد اجتماع بين ستة وزراء من الأحزاب، استعرض خلاله كل وزير وضع القطاع الذي يرأسه والتحديات المطروحة.