وسط حضور أمني كثيف، احتشد العشرات من المتظاهرين، ليلة السبت، في ساحة 16 غشت بوجدة في وقفة ضمّت مختلف التنظيمات والهيئات السياسية والفعاليات الجمعوية والمدنية، من أجل التنديد بالغلاء وتضرّر القدرة الشرائية للمغاربة. ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها "الجبهة الاجتماعية المغربية"، شعارات منتقدة للسياسات الحكومية في الجانب الاجتماعي والمس بقفة الطبقتين الفقيرة والمتوسّطة، فيما ذهبت شعارات أخرى في اتجاه انتقاد التدبير الجماعي لمدينة وجدة. وحضرت بشكل لافت الشعارات المستنكرة لمواصلة ارتفاع أثمان المواد الأساسية في السنوات الأخيرة وتنامي الفوارق الطبقية من قبيل: "شي علّا بغا يطير وشي ساكن فالقصدير"، و"كيف تعيش يا مسكين والقفة دارت جنحين"، و"الله عليك يا مغرب.. والحالة ما هي حالة والسكنى فالمراحيض والموتى فالقوارب"، و"هذا مغرب الله كريم.. لا صحة لا تعليم". وفي هذا السياق قال شكيب سبايبي، عن الحزب الاشتراكي الموحد، إن "جميع فئات المدينة خرجت اليوم من أجل أن تقول لا لهذه السياسات اللاشعبية التي تنهجها الحكومة منذ تنصيبها". وأضاف سبايبي في تصريح لهسبريس "رُفعت هنا شعارات تطالب بالرحيل الفوري لهذه الحكومة من أجل استعادة القدرة الشرائية للمواطن". قبل أن يختم قائلا: "المواطن وصلاتو للعظم والآن كنقولو كفى من هذه الزيادات تجنّباً لاضطراب اجتماعي كبير". بدوره أكد عزيز الداودي، نائب الكاتب العام للاتحاد المحلي لنقابات وجدة التابع للاتحاد المغربي للشغل، على أن "استمرار موجة الغلاء واتساع دائرة الفقر في البلاد سيقودان إلى تصعيد في الأشكال النضالية مستقبلا". وأضاف الداودي، في تصريح لهسبريس، أن "المواطن جرّب كل الوصفات وانتظر أن تنفّذ الحكومة وعودها على أرض الواقع، وشعارها المركزي الذي هو الدولة الاجتماعية"، قبل أن يستدرك قائلا: "لكن ما نراه حالياً هو أن هناك تحالفا بين الباطرونا والحكومة تحت شعار البقاء للأغنى". أما وفاء بدري، عن الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، فنبّهت إلى "استمرار تصدير الخضر والفواكه والمواد الأساسية البسيطة التي كان يقتات عليها المواطن، والتي كانت متوفّرة- على الأقل- بأثمنة مناسبة وتوفّر قوتا يوميا مستقرا للمغاربة". وأضافت بدري في حديثها إلى هسبريس "هدفنا جميعاً كمغاربة أن تكون بلادنا آمنة وتوفّر لنا حقوقنا كاملة غير منقوصة، وألا يكون لدى أحدهم إحساس ب"الحكرة"، ونتمنى أن يستجيب المسؤولون للمشاركين في هذه الوقفة، وأن يوفروا شروط العيش الكريم".