بدعوة من النقابة الوطنية للتجار والمهنيين والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خرج المئات من ساكنة مدينة ميدلت والدواوير المحيطة بها ، في وقفة احتجاجية واستنكارية، لاستمرار الحكومة في ضرب قوت المواطنين، وإضعاف قدرتهم الشرائية، وإمعان الحزب الاغلبي في تفقير الطبقات الشعبية عبر زيادات صاروخية في أسعار فواتير الماء والكهرباء،استمرارا لنهج سياسة الزيادات المتتالية التي شملت المحروقات، المواد الغذائية ،النقل، ضرب صندوق المقاصة، فضلا عن محاولة تمرير قانون الإصلاحات المقياسية لصندوق التقاعد. إصلاحات الموت ، حسب التعبير النقابي .هذه الوقفة التي جاءت حسب بلاغ المنظمين ضد " التردي الذي تعرفه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمدينة ميدلت ،ورفضا لضرب القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين،وانتهاك حقهم في العيش الكريم" . وقد انطلقت الوقفة الاحتجاجية المحكمة التنظيم، في الساعة الخامسة مساء يوم الأحد 26/10/2014، بساحة المركز الثقافي، وسط مشاركة مكثفة للساكنة من مختلف الأعمار والفئات ، وبحضور وازن للمرأة الميدلتية،التي اكتوت بلهيب الزيادات المتتالية في الأسعار، وغلاء فواتير الماء والكهرباء، لتجد نفسها عاجزة عن تدبير شؤون منزلها وأسرتها ،ومحملة الفاسي الفهري المدير العام لمكتبي الماء والكهرباء ،والحكومة نتائج وضعها وإكراهاتها اليومية.فالحكومة هي التي تهدد السلم الاجتماعي وليس الشعب الحكيم الذي تلقى الضربات تلو الضربات في عهد حكومة بنكيران ، التي لا تجيد إلا التهديد والوعيد، واستهداف جيوب المواطنين وقوت عيالهم ،حسب تصريح احد المنظمين . وقد زين الشكل الاحتجاجي بلافتات تضمنت عبارات: " مواطنات ومواطنو مدينة ميدلت ينددون بالزيادات الصاروخية في فواتير الماء والكهرباء " " ضد استنزاف جيوب المواطنين وضرب قدراتهم الشرائية " . وبحت حناجر المتظاهرين بشعارات تلقائية معبرة عن غضبهم وامتعاضهم من مستوى معيشتهم ،واستهدافاتهم المتكررة عبر سياسة حكومية ،عنوانها العريض الليبرالية المتوحشة. " علاش جينا اوحتجينا على غلاء المعيشة "، " الفوسفاط اوجوج بحورة عايشين عيشة مقهورة " ، المعيشة غليتوها والاجور نسيتوها" ، العافية في الأثمان فين حقوق الإنسان " . كما تخللت الوقفة الاحتجاجية، شعارات امازيغية معبرة عن معاناة ساكنة الاطلس الفقيرة ، التي تعيش على الهامش في المغرب العميق، وتتعمق معاناتها بالزيادات في تكاليف الماء والكهرباء، والشاهد على إقصائها المرأة الطاعنة في السن، التي رفعت فاتورة الماء التي يتجاوز مبلغها 3000 درهم .إنها السيدة اوحديدو ايطو القاطنة لوحدها في حي شعبي يسمى الساحة الخضراء، وفي سكن متهالك،رافعة بذلك رسائل واضحة وغير مشفرة الى رئيس الحكومة ،وساخطة على سياساته اللاشعبية.وقد اختتمت فعاليات الوقفة الاحتجاجية بكلمة رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ،التي ركزت على الانتكاسة الحقوقية،التي أصبحت موضوع إجماع كل مكونات الصف الحقوقي والنقابي والسياسي التقدمي والديمقراطي.والتي دشنت بالتضييق على الحريات وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، أعقبتها كلمة عبد الله علاوي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين وعضو مكتبها التنفيذي، استهلها بعبارة: كفى من الحرب على جيوبنا، كفى من استنزاف قدراتنا الشرائية» ،محملا الحكومة نتائج تهديد السلم الاجتماعي،ومطالبا بمراجعة فواتير الماء والكهرباء ، متضامنا مع جميع المتضررين عبر التراب الوطني في مختلف الأقاليم والجهات، مبديا استعداد نقابته لخوض مختلف الأشكال النضالية المتاحة لرفع هذا الظلم عن غالبية سكان المنطقة الفقراء والضعفاء، فجلهم متقاعدون من مناجم أحولي وميبلادن، ولا توجد معامل أو وحدات إنتاجية بالإقليم تساعد السكان على مواجهة متاعب الحياة القاسية والكثيرة المتطلبات. وفي الختام شكر الكاتب العام للنقابة المهنية الهيئات النقابية ،الجمعوية والحقوقية الداعمة لهذا الشكل الاحتجاجي، كما ركز على يقظة الساكنة واستعدادها للترافع والدفاع عن قضاياها المصيرية ،ومكتسباتها التاريخية التي راكمتها بفضل تضحياتها ونضالاتها.