تواصلت، اليوم الأحد بمدينة فاس، أطوار نهائيات مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، في أجواء روحانية. وتنافس المشاركون في المسابقة القرآنية، التي انطلقت أمس السبت وتتواصل إلى غاية يوم غد الإثنين، "عن بعد" عبر تقنية التناظر المرئي، على إبراز مواهبهم وطاقاتهم في تجويد وترتيل كتاب الله مع مراعاة قواعد التجويد وأحكامه وحسن الأداء. وتميز اليوم الثاني من المسابقة القرآنية بتنافس بين جميع المتسابقين الذين وصلوا للأطوار النهائية، من أجل الظفر بالمراتب الثلاث الأولى في الفروع الثلاثة للمسابقة، المتمثلة في الحفظ الكامل للقرآن الكريم مع الترتيل برواية ورش عن نافع، والحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات الأخرى، والتجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة، التي يشارك فيها 93 متسابقا ومتسابقة منهم 11 من الإناث، يمثلون 34 بلدا افريقيا، من علماء وقراء متخصصين من المغرب وموريتانيا والسنغال ونيجيريا وتنزانيا والغابون وإفريقيا الوسطى، ويرأسها العلامة المصطفى اليحياوي، أستاذ كرسي التفسير بقناة محمد السادس للقرآن الكريم، وأستاذ القراءات وعلومها بمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية بالرباط. وأفاد المنسق العام للمسابقة القرآنية، وخبير مكلف بمهمة لدى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد المغراوي، بأن فعاليات المسابقة تستمر لليوم الثاني في أجواء مليئة بالحماس ومفعمة بالروحانية لكون الأمر يتعلق بكتاب الله تعالى، فضلا عن الأجواء الرمضانية المباركة التي ترافق ذلك. وأكد المغراوي، في تصريح صحافي، على فعالية تقنية التناظر المرئي في إجراء الأطوار النهائية من المسابقة، على اعتبار أنها تختصر المسافات وتتيح للمتسابقين المشاركة بسهولة وفعالية انطلاقا من بلدانهم. من جهته، قال عضو لجنة تحكيم المسابقة، محمد ألفا جاه، إن المتنافسين في الأطور النهائية للمسابقة القرآنية أظهروا براعة واضحة في حفظ كتاب الله وإتقان تجويده وتريتيله. بدوره، سجل رئيس لجنة فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل بالمسابقة، وذكر محمد صفا، في تصريح مماثل، أن المسابقة تمر في ظروف جيدة، وتم خلالها الوقوف على تجاوب المتسابقين من مختلف الدول الإفريقية. وكانت الأمانة العامة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، نظمت خلال شهري يناير وفبراير من السنة الجارية، بتنسيق وتعاون مع كافة فروعها في البلدان الإفريقية، الأطوار الإقصائية للدورة الرابعة من المسابقة القرآنية، حيث نظم كل فرع مسابقة على مستوى بلده لاختيار الفائزين والفائزات الذين سيمثلون فروع المؤسسة ال 34 في هذه النهائيات. جدير بالذكر أن أطوار النسخة الأولى من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده قد جرت بفاس، وبسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، تميزت النسخة الثانية من المسابقة بتنظيمها "عن بعد" انطلاقا من العاصمة العلمية وبحفل احتفائي بالفائزين أقيم بمحيط المسجد الكبير بدكار بالسنغال. أما النسخة الثالثة من المسابقة، فقد أقيمت بمسجد محمد السادس بدار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية بمشاركة 86 مشاركا ومشاركة صيف العام الماضي.