انطلقت السبت بفاس، نهائيات الدورة الرابعة من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده التي يشارك فيها 93 متسابقا ومتسابقة منهم 11 من الإناث، يمثلون 34 بلدا إفريقيا. وتشمل أطوار هذه المسابقة، التي تقام على مدى ثلاثة أيام عبر تقنية التناظر المرئي (زووم) ثلاثة أصناف من الحفظ والتجويد، ويتعلق الأمر بالحفظ الكامل للقرآن الكريم مع الترتيل برواية ورش عن نافع، والحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات الأخرى، والتجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة، التي حضر انطلاقتها الكاتب العام لولاية فاس عبد السلام فريندو وممثلو عدد من المصالح الخارجية، من علماء وقراء متخصصين من المغرب وموريتانيا والسنغال ونيجيرياوتنزانيا والغابون وإفريقيا الوسطى، ستقوم بالإشراف حضوريا من مدينة فاس على تقييم وتنقيط القارئين والقارئات. في كلمة توجيهية عبر تقنية الفيديو، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أحمد التوفيق، على العناية الكبيرة التي يوليها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس لكتاب الله العزيز والتي لها مظاهر متعددة بالمملكة المغربية، مبرزا أن المؤسسة تحرص على أن تكون في هذه المظاهر ما يقابلها من العناية العملية في ال34 فرعا إفريقيا للمؤسسة. وأضاف التوفيق أن المؤسسة تسعى من خلال المسابقة إلى ربط الناشئة والشباب الإفريقي المسلم بكتاب الله تعالى، وتشجيعهم على حفظه وترتيله وتجويده. وسجل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تنظيم المسابقة هذه السنة «عن بعد» يسمح بتكريس مبدأ المشاركة الفعالة والمسؤولة لفروع المؤسسة في أنشطتها الكبرى، وكذا التعريف بها داخل فروع المؤسسة، والانفتاح الإيجابي على كل مكونات المجتمع. من جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، في تصريح للصحافة، أن انطلاقة نهائيات المسابقة القرآنية في دورتها الرابعة كانت ناجحة بامتياز، وانكب خلالها جميع المتسابقين على التنافس على المراتب الأولى. وتابع رفقي أن هذه السنة تميزت بالجهود التي بذلتها فروع المؤسسة من أجل إنجاح الإقصائيات، مشيرا إلى أن المنافسة التي تشرف عليها لجان تحكيم ستكون شديدة بين المتنافسين نظرا لتقارب المستوى في ما بينهم. وأضاف الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أن «هناك إجماعا لكل الفروع على المجهودات التي تبذلها المؤسسة بتوجيهات من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الذي ما فتئ يحمي إفريقيا والقراء وأهل القرآن والمساجد في افريقيا». من جانبه، قال المدير العام لوكالة البحوث وتطوير الشريعة بولاية زمفرا بجمهورية نيجيريا الفدرالية، ثامن طلحة أحمد، في كلمة باسم لجنة التحكيم، إن المسابقة القرآنية أنشئت تشجيعا لحفاظ القرآن الكريم وقرائه من مختلف البلدان الإفريقية الشقيقة، ولتكون كذلك جسرا للتواصل الروحي بين الأشقاء في المغرب والبلدان الإفريقية، وكذا من أجل تشجيع الأجيال الصاعدة على الإقبال على كتاب الله تعالى حفظا وتجويدا وترتيلا. وشدد طلحة أحمد، على أن لجنة تحكيم المسابقة، ستحرص على تحقيق الإنصاف المطلوب، حيث ينبني عملها على عدد من المعايير الدقيقة والضوابط السليمة من أجل تنقيط جميع المتسابقين بالشفافية المطلوبة. يذكر أنه سيسهر على نقل وتغطية أطوار هذه المسابقة، عبر تقنية التناظر المرئي (زوم)، انطلاقا من بلدان فروع المؤسسة، تقنيون وإعلاميون سبق لهم أن استفادوا من دورات تكوينية في تقنيات التواصل والاتصال السمعي البصري نظمتها الأمانة العامة للمؤسسة في أبريل 2021 بفاس وفي دكار شهر يوليوز من نفس السنة، وذلك بالتنسيق مع فريق تقني مركزي من العاصمة العلمية. وكانت الأمانة العامة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، نظمت خلال شهري يناير وفبراير من السنة الجارية، بتنسيق وتعاون مع كافة فروعها في البلدان الإفريقية، الأطوار الإقصائية للدورة الرابعة من المسابقة القرآنية، حيث نظم كل فرع مسابقة على مستوى بلده لاختيار الفائزين والفائزات الذين سيمثلون فروع المؤسسة ال 34 في هذه النهائيات. وجرت أطوار النسخة الأولى من مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده بفاس، وبسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، تميزت النسخة الثانية من المسابقة بتنظيمها «عن بعد» انطلاقا من العاصمة العلمية وبحفل احتفائي بالفائزين أقيم بمحيط المسجد الكبير بدكار بالسنغال. أما النسخة الثالثة من المسابقة، فقد أقيمت بمسجد محمد السادس بدار السلام بجمهورية تنزانيا الاتحادية بمشاركة 86 مشاركا ومشاركة صيف العام الماضي.