لماذا لا يتوفر المغرب على قناة فضائية محترمة ؟ "" سؤال يؤرق كل من يحمل في قلبه غيرة على هذا المغرب الغالي ..
بالله عليكم ما الذي نحتاجه لكي نتوفر على قناة فضائية نضاهي بها قنوات العالم وتكون بيدنا سلاحا لتسفيه من يعبث بكرامتنا ويشوه سمعتنا وشرف نساءنا ..( تلفزيون المستقبل مثلا ) ؟
ما الذي يمنعنا كشعب نسبة الجامعيين المعطلين فيه أكثر من الأميين من أن نطلق تلفزة تسمي الغزال غزالا والحمار حمارا ؟؟ أهو التقاعس ؟!
حاشا ماعاذ الله فالمغربي كان ولا يزال رجل إبداع وعمل وكد وإنتاج ؟
أهو النقص في عدد الإعلاميين ؟!
أستغفر الله لي ولكم . بل إننا نصدر المراسلين التلفزيونيين ومنتجي الأخبار ومحرري النشرات إلى كل تلفزيونات العالم الناطقة منها بالعربية و الإسبانية و الإنجليزية و الفرنسية.
ألم يشغل الإعلامي المغربي محمد دو الرشاد مديرا لأخبار قناة أبو ظبي فأوصلها إلى أوجها إبان الحرب على العراق بل وكانت الأولى التي نقلت أول ضربة صاروخية على بغداد..؟ بلى لقد كان نعم المدير والمبدع والفنان.
أوليس محمد العلمي وناصر الحسيني وعبد الرحيم الفقرا وبقية الزملاء المغاربة في قناة الجزيرة يشكلون أعمدة في التقديم والإنتاج والإدارة والتحرير.ولنعد إلى عبد الرحمن العدوي ومحسن جبابدي وأنس بوسلامتي وغيرهم وغيرهم.
أليس هؤلاء بجيش إعلامي عرمرم قادر على الإطاحة بأقوى القنوات الإخبارية .. وتشييد عهد إعلامي مغربي تفوح منه رائحة الشرف المهني والإخلاص في نقل الخبر والتفاني في التحليل المحترف.؟
قد يقول قائل : " إن إمكانيات المغرب المادية محدودة "
لهذا القائل نقول : "الله يلعن إلى ما يحشم .. أسكت الله يعطي لبوك اللقوة"
من قال أن المال وحده هو الذي يصنع هيئة إعلامية محترفة؟
من قال أن المال وحده دون الطاقة البشرية هو السبيل للتوفرعلى قناة فضائية عالمية ؟
أنا أقول لكم من يردد هذه التفاهات :
يرددها من لا يريدون لصوت الحقيقة أن يصل إلى الناس.
يرددها من لا يريد فتح حوار وطني حول القمع والرشوة والمحسوبية والدعارة والمخدرات ..
ويرددها من يريدون التستر وراء حيطان مكاتبهم لإقتطاع مصالحهم من المال العام وتفويت الأملاك لبني عمومتهم ..
لأن الخروج بقناة مغربية رائدة في مستوى قناة الجزيرة لن يخدم الخفافيش في شيء فعشقهم للظلام هو إكسير حياتهم وبه يتقوتون.
قصتي مع تلفزيون دار البريهي
منذ ان طرحتني والدتي رحمها الله إلى هذا العالم .. وانا أحارب طناجر الكسكس وبعدها اللواقط الهوائية لإلتقاط التلفزيون الإسباني في شمال المغرب. وبعد الطفرة الإعلامية تورطت كما غيري من أبناء الوطن في قرض لشراء البارابول .. فقط لكي أرتاح من رؤية وجوه نكرة تتربع على كرسي الأخبار .. تنصب الفاعل و " تتخلي دار بو المفعول به " وبعدها يتبندر أمام الشاشة معتوه من المتخلفين للنهيق بأغنية وطنية ثم يطل علينا المسلسل المصري .. وختامها مسك بآيات من القرآن الكريم لتكون الجنازة بالفعل على " حقها وطريقها "
أما اليوم وبعد أن فضحت كل الأوراق ولم يعد من السهل تجفيف المنابع الإخبارية وأصبح من المستحيل صد موجات البث الآتية من أقاصي بلاد المعمور .. قرر جهلاء الإعلام الرسمي المغربي تسخين التعارج وتجبيد البنادر وتحويل تلفزاتنا إلى موسم للرديح . تارة باسم هذا الوالي الصالح وتارة لتكريم بطل قهره الوقت وتارة للإحتفال بالسنة الجديدة .. خلاصة الأمر أننا في حفل مستمر من الرقص والشطيح وكأننا نعيش خارج هذا الكوكب.
وعندما يلتفت منتجوا أخبارنا .. يجمعون بعضا من الصور التي تتصدق بها مؤسسة AP وأخرة لرويترز ويفبركون أخبارا دولية في ثلاث دقائق مع إضافة ساعة من أخبار التدشينات وطبعا لا يفوتهم نقل بعض من اراء الشارع حول عيد الحب أو غلاء المعيشة حتى يمارسون سياسة الإحتواء اللين لمآسي الشعب وأحزانه ..