لست أدري هل يعلم المسؤولون عن القناة الوطنية الأولى أن كثيرين من المغاربة لم يعودوا يسيطيعون تتبع برامج القناة على القمر الصناعي هوت بورد منذ شهور، بعد أن احتلت قناة فرنسية من قنوات السوبر ستار مكانها (أي التردد الذي كانت تبث عليه)، كما لست أدري هل يعلمون أن بث القناة نفسها على القمر الصناعي المصري نايل سات هو بث سيء جدا سواء على مستوى الصورة أو الصوت.. وتبث على القمر الصناعي المصري كثير من القنوات الممتازة شكلا ومضمونا، وتحتاج القنوات التي تريد أن تبث على نفس القمر إلى مجهودات كبيرة حتى تستطيع أن تثبت قدرتها على التنافس، وتكون قاعدة مشاهدين محترمة.. وسط دوامة من التنافس لا يثبت فيها إلا من له الأرضية الصلبة التي تمكنه من الارتكاز لينهض بقوة. ومن القنوات التي تبث على نايل سات هناك قناة إقرأ، والجزيرة، والقناة الثانية، وإم. بي. سي، وغيرها، غير أن ما يثير الاستغراب فعلا بخصوص هذا الموضوع هما أمران اثنان: أولهما أن قنوات مصر الفضائية الكثيرة تبث على القناة، وهي باستثناء القنوات التعليمية، من أسوء القنوات الموجودة. فيصعب مثلا تتبع هذه القنوات حتى بسبب مشكل الصوت، ناهيك عن المضمون الذي لا يتعدى ثلاثة أنواع: أفلام، مسلسلات، أو فيديو كليبات... وتكاد البرامج الوثائقية تذوب في غمرة هذا الكم الضخم من البرامج الرديئة. وثانيهما يرتبط بالقناة الأمريكية الحرة التي أرادت لها واشنطن أن تكون بديلا للجزيرة في عقلية المشاهد العربي المسلم.. والتي سمح لها المسؤولون المصريون بالبث على نايل سات، رغم علمهم بخطورة هذه الخطوة. ولحسن الحظ أن الوجه الأمريكي البليد قد فضح في العالم بأسره، ولم يعد سهلا على الإدارة الأمريكية أن تروج أطروحاتها المزيفة رغم المخططات الكثيرة التي تبرمج لها في هذا الاتجاه. ومثل هذه النتيجة الطبيعية هي التي دفعت السفيرة السابقة في المغرب مارغريت تتوايلر التي نجحت في تثبيت إذاعة سوا في بلادنا إلى الاستقالة من منصبها في اللجنة التي أنشأها البيت الأبيض لتحسين الوجه الأمريكي البغيض في العالم الإسلامي... إن عصرنا هو عصر الفضائيات بامتياز، وهذا يفرض على إعلامنا المرئي أن يطور نفسه شكلا ومضمونا حتى يستطيع المغاربة في العالم أجمع وحدهم على الأقل متابعة ما يجري في وطنهم. أحمد حموش