شهدت سواحل الداخلة، أمس الثلاثاء ، فاجعة إنسانية راح ضحيتها 10 بحارة انقلب مركبهم في عرض البحر؛ فيما نجحت قوات الخفر التابعة للبحرية الملكية في إنقاذ 5 آخرين. ووفق المعطيات الرسمية، فإن البحث لا يزال جاريا عن بحارين اثنين هما في عداد المفقودين، بعد أن تم تأكيد انطلاق مركب "هاجر" وعلى متنه طاقم يتكون من 17 بحارا. وأفاد عبد القادر التويربي، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية لبحارة وربابنة الصيد البحري، بأن "الحادث نجم عن اصطدام عنيف للقارب مع إحدى الجزر الصخرية الموجودة قبالة مياه المهيريز". وأوضح المتحدث نفسه، في تصريح لهسبريس من سواحل الجنوب، أن "المركب انطلق أمس من ميناء الداخلة، متجها نحو الجنوب"، مبرزا أن "سبب الحادث بشري حيث إن ربان المركب سلم القيادة إلى بحار آخر، تسبب في جنوح المركب عن مساره ليصطدم بالكتلة الصخرية جنوب أوسرد". وأشار الكاتب الوطني للنقابة الوطنية لبحارة وربابنة الصيد البحري إلى أن "بعض البحارة يجازفون بحياتهم ولا يهتمون بإشعارات المصالح المختصة التي تمنع خروج المراكب في الظروف المناخية الصعبة"، مبرزا أن "المركب خرج في وقت كانت تشهد فيه السواحل رياحا قوية". واعتبر التويربي أن "غالبية المتوفين هم بحارة، لم يستطيعوا تحمل برودة المياه"، مبرزا أن "جميع البحارة كانوا يرتدون سترات الإنقاذ"، داعيا الأطقم البحرية إلى ضرورة الحرص على التقيد بشروط وأدوات السلامة وتكريس أهمية ارتداء صدريات النجاة أثناء مزاولة نشاط الصيد. وحث جميع المراكب وقوارب الصيد التقليدي على ضرورة استعمال الوسائل الذاتية الكفيلة بإنقاذ حياتهم أثناء وقوع الحوادث البحرية التي تخلف سنويا خسائر مؤلمة في الأرواح البشرية، والناتجة عن عدم تطبيق القواعد الأساسية للسلامة البحرية من طرف البحارة. وفور إشعارها بالحادث، تجندت فرق الإنقاذ، المكونة من وحدات تابعة للبحرية الملكية ومصالح الدرك الملكي، من أجل اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتقديم المساعدة لطاقم السفينة، حيث تم تسخير كل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية؛ بما في ذلك الاستعانة بطائرة تابعة لمصالح الدرك الملكي لتمشيط مكان الحادث. وأشارت السلطات المحلية إلى أن عمليات البحث والإنقاذ متواصلة من أجل الوصول إلى البحارين المفقودين.