بلغ عدد الضحايا الذين لفظهم بحر الجديدة، منذ غرق قارب الصيد بالجديدة، إلى 6 قتلى. وكانت المصادر نفسها أفادت أن سبعة بحارة يشتغلون في الصيد التقليدي بالجديدة، باتوا في عداد المفقودين بعد انقلاب قاربهم للصيد التقليدي من نوع "شكادة"، صبيحة الأربعاء تاسع مارس الجاري، وارتطامه بالمنطقة الصخرية لشاطئ الجديدة قرب حي سيدي الضاوي. وعرفت المنطقة الصخرية لمدة ستة أيام توافد عدد من أهالي وأقارب المفقودين، ظلوا ينتظرون أن تلفظ مياه البحر جثتهم، حيث لفظ البحر ستة جثث مع مرور ستة أيام، فيما مازال شخص واحد مفقودا. واستنفر الحادث جل المتدخلين من درك ملكي، ووقاية مدنية ومندوبية الصيد البحري، والسلطة المحلية، وعدد من البحارة والمتطوعين، الذين سهروا على عملية التنقيب والبحث عن جثت الضحايا. وأوضح نور الدين العيساوي المندوب الإقليمي للصيد البحري بالجديدة، في تصريح إعلامي، أن مجهودات بذلت من جميع مؤسسات الدولة وضمنها السلطة المحلية، منذ وقوع الحادث، وأعطيت تعليمات لجميع المسؤولين قصد توفير الإمكانيات اللازمة للبحث والإنقاذ، مشيرا إلى أنه بوشرت عملية البحث والإنقاذ بالمنطقة التي عرفت الحادث، حيث تم توفير مجموعة من الإمكانيات، منها مروحيتين، وشارك في العملية جميع السلطات الإقليمية، من مندوبية الصيد البحري، والدرك الملكي البحري، والوقاية المدنية، وتوفير عدد من الإمكانيات اللازمة في عملية البحث والإنقاذ. وحمل مندوب الصيد بالجديدة المسؤولية إلى ربان القارب، الذي سلك مسلكا خطيرا، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن هذا المسلك لا يمر منه معظم البحارة الذين لديهم تجربة، حيث خاطر الربان بمن معه بالقارب، وكانت النتيجة كارثية. وكشف المندوب الإقليمي أن جميع القوارب يتوفرون على وسائل السلامة، مشيرا إلى أن "هذه فرصة للوعي بالدور الذي تلعبه صدريات الإنقاذ، وهي فرصة أيضا لمراجعة البحارة طرق اشتغالهم"، مؤكدا أن إدارة الصيد البحري تلزم التوفر على الصدريات ووسائل السلامة خلال الفحص التقني وأيضا خلال عمليات المراقبة، وأنه يتم تسجيل مخالفات من طرف الدرك الملكي البحري لمن لا يلزم بوسائل السلامة البحرية. وأضاف المندوب الإقليمي أنه على غرار عدد من الدورات، سيتم برمجة دورات تحسيسية لفائدة البحارة لأهمية استعمال وسائل السلامة، منها على وجه الخصوص صدريات الإنقاذ، مشيرا أن هناك إلزامية توفر أي قارب لشروط السلامة للحصول على رخصة الصيد، وأن الوزارة نشرت مؤخرا قانون بإلزام البواخر بتغيير الصدريات القديمة بأخرى جديدة تتوفر على معايير دولية. يشار أن قارب الصيد التقليدي، الذي كان على متنه البحارة السبعة، كان في طريق العودة إلى ميناء الجديدة بعد رحلة صيد بالليل، قبل أن ينقلب وينشطر إلى نصفين، وغرق من فيه من البحارة السبعة.