تستمر واشنطن في بعث رسائل "اطمئنان" إلى المغرب بشأن مستقبل التعاون العسكري، الذي لا يتأثر بمتغيرات السياسة والأجندات الانتخابية؛ بل يكرس "توجها" استراتيجيا للولايات المتحدة. من بين هذه الإشارات تشديد السناتور الأمريكي دان سوليفان على إمكانات المغرب كمرشح "فوق العادة" في إفريقيا لاستضافة مقر القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم). وأدلى سوليفان بتصريحاته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، مؤكدا أن الوقت قد حان لاستضافة إفريقيا مقر قيادة "أفريكوم"، مشددا على أهمية المغرب كواحد من الحلفاء "الموثوقين" و"الأقدم" للولايات المتحدة. وتوقف السيناتور الأمريكي عند المؤهلات المغربية التي ترشحه لاستضافة مقر "أفريكوم"؛ بما فيها "الأمن والاستقرار والعلاقات المتميزة مع الولاياتالمتحدة". ورد مايكل لانجلي، الجنرال في مشاة البحرية الأمريكية قائد أفريكوم الأمريكية، على تصريحات سوليفان، مشددا على أن طلب نقل القيادة الأمريكية إلى المغرب "سبق أن ظهر مرات عديدة". وأقر سوليفان بأن هذا الاقتراح قد تم حظره من قبل "بعض أعضاء اللجنة"، الذين اقترحوا الحفاظ على مقر أفريكوم في ألمانيا. ووافق الجنرال الأمريكي لانجلي على نقل أفريكوم إلى المغرب، موردا أن "وجود مقر أفريكوم في القارة يمكن أن يكون مفيدا"؛ لكنه أكد أن الموقع الحالي للمقر الرئيسي في ألمانيا مفيد، لأنه يوفر القرب من العديد من الشركاء. من جانبه، قال أنطوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، بعد لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، إن "المغرب والولاياتالمتحدة يعملان معا في "العديد من المجالات المختلفة"، مستشهدا بمناورات "الأسد الإفريقي" العسكرية التي ستنظم قريبا في المغرب. وقام لانجلي بزيارة استغرقت يومين إلى المغرب العام الماضي، في أول زيارة له إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بصفته قائدا لأفريكوم الأمريكية. وكان جيمس إينهوفي، السناتور الجمهوري السابق المعروف بدعمه لجبهة "البوليساريو" والذي أحيل على التقاعد، يمارس ضغوطا ضد حق المغرب في استضافة "أفريكوم"، حيث طالب مؤخرا بالبحث عن مواقع بديلة لاستضافة التدريبات العسكرية؛ لكن مسؤولي أفريكوم شددوا، منذ فترة طويلة، على قيادة المغرب كمضيف للتدريبات. وشدد الجنرال الأمريكي ستيفن ج.تاونسند، قائد أفريكوم السابق، على أنه سيكون من الصعب العثور على مضيف للتنقيب العسكري "رائع مثل المغرب".