أشاد سعيد اشباعتو، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة تافيلالت، ب"مجهود رئيس الحكومة الحالية عزيز أخنوش، باعتباره شغِل منصب رئيس سابق للجهة ذاتها، سواء فيما يتعلق بالتدبير الحكومي منذ أزيد من سنة، أو فيما يخص ديناميته الحزبية التي دشنها مع منتخَبي الجهات الاثنتي عشرة". وأكد اشباعتو، الذي افتتح بكلمة له فعاليات الجلسة العامة الختامية ل"منتدى المنتخبين الأحرار" بجهة درعة تافيلالت، الذي انعقد بقصر المؤتمرات بورزازات، مساء الأحد، أن الجهة تضم بعد الاستحقاق الانتخابي لشتنبر 2021 ما مجموعه 1000 منتخب ومنتخَبة من أصل 10 آلاف تحصّل عليهم حزب "الحمامة" وطنياً". وأورد منسق الحزب بالجهة ذاتها أرقاماً دالّة على مدى حضور المنتخبين الأحرار في جماعات الأقاليم الخمسة، لافتا إلى أن هناك "حضورا وازنا، سواء من حيث الأعضاء أو الرئاسة، في 56 جماعة ترابية حضرية وقروية"، بنسبة تمثيلية تتراوح بين 42 و44 في المائة. جهة "شاسعة وفقيرة" ووصف المسؤول الحزبي ذاته جهة درعة تافيلالت ب"جهة مناضلة رأسمالها الجدية في العمل"، رغم أنها "جهة شاسعة فقيرة ومعزولة ومهمشة"، بغنى بشري متنوع. وفكك المتحدث ذاته "تركيبة صعبة" تسِم الجهة وخصائصها، مشددا على أن "الحل يكمن في إحداث قُطبيْن بها، أحدهما يكون مركزه ورزازات، بينما ترأس الآخر مدينة الرشيدية، التي قال إنه تم اختيارها عاصمة للجهة الحالية في آخر تقسيم إداري عام 2015 بعد نقاشات مستفيضة. "رئيس الجهة الحالي يعدّ من خيرة أبنائها الذين يعملون على تنميتها... ونثق به تمام الثقة إلى جانب رؤساء الغرف"، يقول اشباعتو، قبل أن يضيف أنه "تم العمل في ورشات تشتغل على مواضيع مهمة في أفق ضمان تجاوب المسؤولين مركزيا مع المنتخبين ترابيا". ودعا إلى مواكبة "خلاصات أوراش العمل التي تمت في إطار المنتدى بكل ما يلزمها من عمل ومتابعة"، وخلص إلى أن "رئيس التجمع الوطني للأحرار أخنوش يهتم بجميع المغاربة وليس فقط بأعضاء حزبه". اختيار خدمة الوطن من جانبه، قال محمد غياث، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، في كلمة مرتجلة بدلالات عميقة، إن "المحطة الثانية من جولات منتدى المنتخبين الأحرار في الجهات عُرس تواصلي لا يمكننا إلا الافتخار به"، مذكّراً ب"نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021 التي ربطت آمال المغاربة بمسؤولية كبيرة وجسيمة" غياث سجّل "اشتغال الحكومة في ظل قصفٍ لم يتوقف منذ أسبوعها الأول"، مضيفا في نبرة انتقاد لخصوم "الحمامة" السياسيين: "في الوقت الذي اختار البعض الوطن لخدمة الجماعة، فإننا في التجمع نؤمن باختيار خدمة الوطن". وتابع قائلا: "رئيس الحكومة يشتغل ليل نهار بشهادة الوزراء، وله حضور دائم ولا يدبّر شؤون المغاربة بالهواتف... وقدَرُنا رائع لأننا نُنَزّل ركائز الدولة الاجتماعية تحت قيادة ملكية في ظل مأسسة الحوار الاجتماعي وشركاء اجتماعيين يثقون برئيس الحكومة ومدى التزامه، ويحترمونه بناء على الصدق والمعقولية". وانتقد رئيس فريق "الحمامة" بمجلس النواب "الخصم الذي لا يملك سوى حصيلة تدبير 10 سنوات من العجز الاجتماعي"، قبل أن يخاطب المنتخبين الجهويين بدرعة قائلا: "أنتم فرسان التنمية، والحلول لن تأتيكم من الرباط، بل من عندكم". "إعادة الثقة إلى العمل السياسي وحكومة المعقول" "عليكم الافتخار بالانتماء إلى هذا الحزب العظيم، الذي ما فتئ منذ أن أنشأه أحمد عصمان، وفي عهد مختلف الرؤساء الذين تداولوا على قيادته، يقوم بأدوار وطنية وتنموية"، هكذا خاطَب محمد أوجار، عضو المكتب السياسي ل"الحمامة"، منتخبي حزبه. منصة المنتدى الجهوي لمنتخَبي الأحرار بجهة درعة تافيلالت، تضمنت كلمة قوية لأوجار، الذي اعتبر أنه "مع عزيز أخنوش بحنكته وتجربته ومهارته القيادية، نحن اليوم في حزب جديد وكبير، وفي حزب أهّلته ثقته المواطنين بأن يتصدر نتائج الانتخابات وترؤس الحكومة". وزاد موضحا: "الظروف سمحت له بأن يتولى المسؤولية في عدد من الحكومات، وكما يذكر التاريخ عبد الله إبراهيم وأحمد عصمان وعبد الرحمان اليوسفي، سيذكُر عزيز أخنوش، كرئيس كبير لحكومة كبيرة، حكومة المعقول، وكرئيس أعاد الثقة إلى العمل السياسي، وكرئيس لحكومة الدولة الاجتماعية". وتابع قائلا: "هدفنا واضحا، وأصبح أكثر وضوحا في عهد أخنوش لأننا نؤمن بوثوقية صادقة أن مهندس الإصلاحات الكبرى هو الملك محمد السادس، وأن مبرر وجود الحزب ونضاله وتعبئته هو أن نناضل لكي تجد الإصلاحات التي يريدها الملك التنفيذ الوفي والجدي بدون حسابات". وأشاد المسؤول السياسي ب"إخراج المغرب من اللائحة الرمادية، مما يفتح الباب أمام المغرب لولوج الأسواق المالية الدولية والحصول على التمويلات"، مبرزا أن "أخنوش أعاد الثقة إلى المستثمرين الأجانب لاختيار المغرب كوجهة للاستثمار، وهذا عنصر مهم، إلى جانب النزاهة التي يتصف بها أداء رئيس الحكومة". "لا أجندة لنا إلا خدمة المغاربة وبناء الوطن والإخلاص للملك"، يسجل أوجار، لافتا في السياق ذاته إلى "تقدم مسلسل الحوار الاجتماعي والرعاية الصحية التي أصبحت واقعا، ولجنة المساواة التي نصّبها رئيس الحكومة، وإخراج ميثاق الاستثمار"، قبل أن يضيف أن "العالم ينظر إلى هذه الحكومة بتقدير واحترام." "نجاح الأحرار يَغيظ كثيرين" وسجل أوجار في كلمته ما اعتبره "نجاح تجربة الأحرار، الذي يَغيظ الكثيرين، وهم يشنون حملات التشويش ومناهضات للتخريب، وهو ما يتطلب الانتباه واليقظة، خاصة المنتَخب الجماعي الذي يتواصل باستمرار مع المواطنين". "إذا شعَر المواطن أن هذا المنتخب في الواحات وأعالي الجبال هو عزيز أخنوش يدرك الصعوبات ويعي جيدا البرامج الحكومية وقادر على شرح ما نحن مقبلون عليه؛ فإن ذلك يعزز ثقته بالحزب والحكومة التي يقودها الأحرار"، يخلص أوجار، الذي شدد على "وفاء الحزب لتعهداته، مع مناصرة العمل الحكومي". "صلة وصل" وكان من أبرز الكلمات، التي توالت على منصة المنتدى الجهوي بجهة درعة تافيلالت، حديثُ رئيس الفدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، عبد الله الغازي، الذي اعتبر ثاني جولات المحطات الجهوية "فرصة سانحة حقيقية كحزب سياسي يلتفت التفاتة جدّية إلى هذه الفئة ويحيطها من الرعاية والعناية ما يكفيها". وجدد الغازي، أمام ألف منتخب حاضر، التأكيد على دور الفدرالية لأنها "هيئة خاصة بالمنتخبين ترد الاعتبار لفئةٍ هي عمود فقري وذراع ميدانية بالنسبة للحزب"، واصفاً دورها ب"صلة وصل بين الحزب والفعل السياسي المحلي". وأشار إلى أن الجهة بقدر ما تعجّ ضمن مواردها بطاقات ومؤهلات وكفاءات بشرية شابة ومخضرمة، مع نساء مناضلات تمثيلياً، فإنها ما زالت تعاني في صمت التهميش".